هاجمت السّلطات الصينية الكاتب البيروفي الكبير ماريو فارجاس يوسا بعد كتابته مقالا عن فايروس كورونا المستجد يربط فيه بين انتشار الوباء وعدم تطبيق الصين للديموقراطية، ما جعلها تفرض رقابتها على جميع أعماله وسحبها من على الإنترنت. بدأت الأزمة عندما كتب «يوسا» في مقالته الأسبوعيّة المنشورة أخيراً في جريدة «إل باييس» الإسبانية تحت عنوان «العودة إلى العصور الوسطى؟»، وجّه ماريو بارغاس يوسا اتهاماً مباشراً إلى الصين بتفشّي وباء كورونا، زاعماً أن انتشار الوباء كان سيكون مختلفاً تماماً لو أن الصين «كانت بلداً ديموقراطيّاً». الروائي البيروفي المعروف بمواقفه اليمينية، بعد إعلانه منذ الثمانينات القطيعة مع التوجّهات والأحزاب اليساريّة، تجاهل تماماً الجهود التي بذلتها الصين في الحدّ من انتشار الوباء والسيطرة عليه، إذ كتب مضيفاً «على الأقل، اكتشف طبيب مرموق وربما عدة أشخاص هذا الفايروس في وقت مبكر، وبدلاً من اتخاذ الإجراءات اللازمة، حاولت الحكومة الصينية إخفاء المعلومات، كما تفعل كل الديكتاتوريات». فيما واصل التصويب على الاتحاد السوفيتي مقارناً الوقت الذي ضيّعته الصين في التصدّي للفايروس بتعامل الاتحاد مع كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986. لكن الردّ جاء سريعاً في تصريح رسمي من السفارة الصينية في البيرو التي قالت: «نحترم حريّة التعبير، لكننا لا نقبل بالتشهير التعسّفي»، خصوصاً أن يوسا أطلق على كورونا «الفايروس الآتي من الصين»، لكن السفارة الصينية في تصريحها أكّدت أن «منظّمة الصحة العالمية نفسها لم تتمكن بعد من معرفة أصل الفايروس حتى الآن». لكن الردّ الصيني لم يقتصر على تصريح السفارة، إذ اختفت رواياته مثل «حفلة التيس»، و«شيطنات الطفلة الخبيثة»، و«امتداح الخالة» من أسواق بيع الكتب الصينية على الإانترنت، فيما نتائج البحث عن اسمه على محرّكات البحث الصينية لم تعد تفضي إلى أي نتيجة تتعلّق بالكاتب.