كشفت القاهرة أنها وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة تأكيدا لجديتها، معربة عن تطلعها أن تحذو السودان وإثيوبيا حذوها في القبول بالاتفاق. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس (السبت)، إن المشاركة في اجتماع واشنطن يومي 27 و28 فبراير جاءت من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذاً للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في 23 مارس 2015. واعترف البيان بأن مفاوضات السنوات الخمس الماضية لم تؤت ثمارها، لافتا إلى أن موقف مصر اتسم بحسن النية وتوفر الإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الدول الثلاث. وأضاف أن الدور الأمريكي ورعايته للمفاوضات أسهم في بلورة الصيغة النهائية للاتفاق، والتي تشمل قواعد محددة لملء وتشغيل سد النهضة، إجراءات لمجابهة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، آلية للتنسيق، آلية ملزمة لفض النزاعات، وأمان سد النهضة والانتهاء من الدراسات البيئية. ودعت مصر كلا من السودان وإثيوبيا إلى الإعلان عن قبولهما بالاتفاق والتوقيع عليه في أقرب وقت باعتباره اتفاقاً عادلاً ومتوازناً ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث. وأعربت عن أسفها لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن الاجتماع الأخير في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات. وشدد بيان الخارجية على أن كل أجهزة الدولة مستمرة في إيلاء هذا الموضوع الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة. من جهتها، تعهدت الولاياتالمتحدة بمواصلة جهود وساطتها حتى توقع الدول الثلاث على الاتفاق. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين أمس الأول، إن الولاياتالمتحدة ستظل منخرطة مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع على الاتفاق النهائي. وقال منوتشين إنه أجرى محادثات ثنائية منفصلة مع وزراء من مصر والسودان خلال اليومين الماضيين بعدما طلبت إثيوبيا تأجيل ما كان من المفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المحادثات وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقا بشأن ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار في واشنطن هذا الأسبوع. واعتذرت أديس أبابا عن المشاركة في اجتماع كان مقررا عقده (الخميس) في واشنطن.