منذ نعومة أظفارها، تذوقت جهاد الخالدي الموسيقى، فما كان من والدتها إلا إلحاقها بعمر ال8 سنوات، بالمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، لتقضي فيه سني عمرها منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجها في الجامعة، حاملة درجة البكالوريوس في عزف الكمان ونظرية الموسيقى، ما أكسبها خبرات ومعارف فنية لا يستهان بها. وانقسم يوم جهاد الدراسي في المعهد بين المواد الأكاديمية والدراسة المكثفة للموسيقى، فالتحقت بكورال الأطفال، وصف تذوق الموسيقى، ودروس عدة لتنمية الحس الفني. ولأن أذنها موسيقية، اختارها المعهد لدراسة الكمان أحد أصعب الآلات الموسيقية، فحققت على أوتارها نجاحاً ميزها منذ سن مبكرة بمقطوعات قصيرة، ما لبثت أن تطورت إلى عزف مقطوعات موزارت، وبيتهوفن، وسوناتا، ولي لالو، ومن دلسون، أصعب المعزوفات العالمية، ما أهلها في مرحلتها الثانوية لحجز مقعد في فريق الأوركسترا الرئيسية للمعهد، ما سنح لها بالتطواف بلاد عدة، بصحبة أساتذتها، مشاركين في مهرجان موسيقية في لندن وألمانيا والنمسا، وعدد من المهرجانات الكلاسيكية العالمية، علاوة على مشاركتها كل عام في أحد المهرجانات حول العالم، آخرها «صولو» منفرد لأول عازفة سعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب. أهلت سيرة الخالدي الممتدة لأكثر من 33 عاماً في عالم الموسيقى، لتصبح أول رئيس تنفيذي لهيئة الموسيقى، إثر صدور قرار وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، أمس (الأحد)، نظراً لسني خبرتها، وعملها لأكثر من 8 سنوات، كأول عازفة كمان سعودية في الأوركسترا المصرية. فيما يأتي تعيينها سعياً من الوزارة لتنظيم قطاع الموسيقى بالمملكة، وتطوير ودعم المواهب، في واحدة من 11 هيئة جديدة، أطلقتها وزارة الثقافة لخدمة وتطوير القطاعات الثقافية الفرعية التي اشتملت عليها وثيقة رؤيتها وتوجهاتها المعلنة في شهر مارس الماضي.