والدي عبدالرحمن رجب (رحمك الله) رحلت بالأمس القريب وتركت في نفسي حالة من الحزن والأسى، لا أنسى حين غيب الموت والدي في ربيع الآخر 1439، واسيتني وشددت من أزري وقلت لي: أنا والدك.. وأسهمت بكلماتك تلك في التخفيف من مصابي، إلا أني فجعت أخيراً بنبأ وفاتك. وللحق أقول، فقدنا برحيلك رمزاً لا يعوضنا عنه أحد، ولكن سيظل ذكره باقياً فينا ما بقيت أرواحنا، ولن ننسى مواقفه النبيلة وبصماته الخالدة، ولن أقول وداعاً يا شيخ القيم؛ لأنني لم أعتد يوماً على وداع من أحب؛ لأنني لا أفارقهم والوداع للغرباء وليس للأحباب، وسأظل دوماً احتفظ بسير أحبائي الراحلين، وسيظل قلبي ينادي الغائبين ويتلمس خطاهم، وسيبقى سيدي «أبا مصطفى» في سويداء قلبي إلى جوار أبي الحبيب. اجتاحتني حالة من الحزن برحيلك، أعيش مكبلاً بحمل ثقيل، حملتني إياه، وبموقف كبير حينما واسيتني فجراً في مقبرة الشهداء، في وفاة والدي، وكُنت لي خير سند حينما حرصت مع غروب ذلك اليوم أن تكون بجواري وأنا استقبل المواسين، واتذكر وصيتك حينما طلبت مني أن أنفق يومياً لو ريالاً واحداً صدقة عن أبي، وأؤكد لك أني ملتزم بنصحك حينما قلت لي لا تنقطع عن الدعاء لوالدك، وأعاهدك بأني لن أنقطع عن الدعاء لك. ما أصعب أن يذهب أحباؤك بلا رجوع وتبكي عليهم بلا دموع، وعزائي أنك ورثت نبلك وقيمك الفاضلة في نجليك مصطفى ومحمد، حفظهما الله. عبدالرحمن رجب.. حينما فقدت أبي واساني كل من عرفت وأنت منهم، ولكنني اليوم أتساءل: من يواسيني في رحيلك؟