اتهمت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالسعي لتدمير حلف شمال الأطلسي "الناتو" عبر سورية، حيث تشكل مأساة محافظة حلب، تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي، بما في ذلك خطر نشوب صراع بين الناتو وروسيا. وتميل الصحيفة إلى ربط هذا الخطر بدول الناتو الأوروبية الأكثر عرضة له، مشيرة إلى أن بوتين ربما يغزو دول البلطيق، دون إغفال أن تركيا جزء من الحلف الأطلسي. وسبق للرئيس أردوغان، وفقا للصحيفة، أن لوّح بإرسال جيشه إلى داخل سورية لتحقيق هدفين، هما: الحيلولة دون هزيمة فصائل المعارضة، وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود. وبينما تقول موسكو: إن هدفها الرئيس هو استهداف الجماعات المتشددة، رسمت الصحيفة سيناريو لمواجهة عسكرية محتملة بين تركيا، العضو في الناتو، وروسيا، قد تتوسع لحرب يتورط فيها الحلف بكامله، وأضافت "إذا افترضنا أن أردوغان سيمضي قدما في خطته وينشر قواته في سورية، فإن الخطر الأعظم يكمُن في أن روسيا سترد بضربات جوية ضد تلك القوات". وأضافت الصحيفة "عقب قصف روسيا القوات التركية داخل سورية، سيعمد أردوغان إلى تكليف سلاح الجو التركي بحماية وحداته على الأرض، وعند إسقاط طائرات روسية، ستندفع موسكو نحو الانتقام الفوري بضرب القاعدة الجوية التي استُخدمت في إسقاط الطائرات"، وتوقعت أن تطلب أنقرة عندئذ، العون من حلفائها أعضاء الناتو بموجب "البند الخامس" من معاهدة شمال الأطلسي، الذي ينص على أن أي "هجوم مسلح ضد أي عضو في الحزب يُعد هجوما ضد الكل". استهداف المستشفيات أفادت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، مقتل سبعة مدنيين في غارة جوية روسية، استهدفت مستشفى تدعمه المنظمة جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، شمال غرب سورية. وأوضحت المنظمة في بيان، أن القتلى هم خمسة مرضى ومقدم رعاية وحارس، إضافة إلى فقدان ثمانية موظفين يُرجّح أن يكونوا في عداد الأموات، وذكرت أن المستشفى تعرض للقصف بأربعة صواريخ خلال هجومين تفصلهما دقائق معدودة، مشيرة إلى أن القصف استهدف أيضا 15 منزلا ومنشأة، تقع جميعها في المناطق السكنية. وأضاف البيان أن الهجوم على المرفق الطبي المدعوم من قبل أطباء بلا حدود يبدو متعمدا، موضحا أن تدميره يحرم السكان المحليين الذين يبلغ عددهم نحو 40 ألف نسمة من الخدمات الطبية. وأشار البيان إلى أن المستشفى يضم 30 سريرا وغرفتي عمليات وقسما للعيادات الخارجية وغرفة طوارئ واحدة، ويعمل فيه 54 موظفا. وكانت المنظمة الدولية، التي تدعم 153 مستشفى ميدانيا ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سورية، أعلنت في التاسع من فبراير الجاري، في حادث مماثل، مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد. مطالبات بالتحقيق في الأثناء، استنكرت الحكومة الألمانية استهداف طائرات حربية لمستشفى، مؤكدة على لسان نائبة المتحدث باسمها، كريستينه فيرتس، أن بلادها ستسهم بالبحث عن الجهة التي قامت بقصف المستشفى، مطالبة في الوقت نفسه روسيا ونظام الأسد بالكف عن إلحاق الأذى بالمنشآت الصحية وغيرها في البلاد. بدورها، طالبت رئيسة فرع المنظمة في برلين، شتيفاني دريسلر، بإجراء تحقيق ميداني موسع لمعرفة الجهة التي قصفت ثاني مستشفى تابع للمنظمة تم استهدافه في إدلب، مشيرة إلى أن التدخل الروسي والإيراني يعرّض جميع منظمات الإغاثة الدولية للخطر. إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بلدة المزيريب بمحافظة درعا، بغارتين أحدثتا فزعا وخرابا في المنطقة، دون ذكر حصيلة بشرية. وبينما يتواصل القصف الجوي، فإن تقارير تشير إلى أن خبراء عسكريين من موسكو يؤدون أدوارا أدق في دعم الرئيس بشار الأسد، من خلال المشاركة في رسم الخطط لتأمين دمشق.