إلى من تمسح على قلبي، وتُجبر كسره كلما كسرني الزمان، إلى المرأة التي يولد من خضاب كفيها القوة والأمان، إلى من ساندتني في طريق الكفاح، وقادتني إلى النجاح، حاملة على عاتقها همي... إلى أمي. إلى التي أعطت ولم تنتظر أن تأخذ، غرست الخير ولم تنتظر أن تحصد، إلى التي وجَّهت قبل أن توبخ، وكافأت قبل أن تعاقب. إلى المرأة التي للمواهب شجعت، إلى من كانت جمهوري حين أنصتت لأول أشعار الطفولة وصفقت، ولا تزال تحتفظ بتلك الدفاتر، وأول ما خطت يداي. أمي العزيزة، دعيني أستغل هذه المساحة وأقدم اعتذاراً لك، لأني لم أحقق حلمك وأصبح طبيبة، الأمنية التي لطالما تغنيت بها أمام زميلاتي وأنا على مقاعد الدراسة، لكن أقداري اكتفت بأن أتخصص في إدارة الأعمال، ورغم أنني نجحت في المجال وبرعت فيه، إلا أن قوافل الندم لا تزال ترافقني طيلة الوقت، وحتى اللحظة وهذه المساحة الصغيرة لا تكفي للحديث عما يختلج في نفسي من أسى وعقدة بالذنب نحوك، وأقل ما تستوعبه هذه النافذة هو ندمي لعجزي عن تحقيق حلمك، تقبلي اعتذاري وأسفي، أدامك الله لي يا أغلى إنسان، ومتعك بالصحة والعافية.