هذا المصطلح مشتق من مصطلح (السياحة المظلمة)؛ وهو -أي السياحة المظلمة- ليس مصطلحا جديدا في عالم السياحة وأدب السفر، فقد بدأ منذ نهايات القرن الماضي للدلالة على السياحة والسفر للأماكن المرتبطة تاريخيا بالمأساة. بداياته كانت مرتبطة بزيارات مواقع الموت عبر التاريخ؛ مثل: زيارة الكولوسيوم الروماني، وسراديب الموت، ومعسكرات الاعتقال والتعذيب، ومواقع المذابح الجماعية.. وربما ينضوي تحتها السفر لزيارة أضرحة الموتى. إلا أنه حديثا، تم تطوير مصطلح (السياحة المظلمة) ليشمل مفاهيم السفر إلى أماكن العنف الحديثة؛ مثل الزيارات التي تنظم حاليا في بعض الدول الغربية لمدينة (دمشق) لرؤية الدمار ومعاشرة الحرب وسماع أصوات الرصاص المختلط بأزيز الخراب. وهي سياحة رائجة. رغم ما يمر به السائح من حالات ألم نفسي عند زيارة تلك الأماكن، حتى يتحول بعضها إلى (سياحة حزن)، إلا أنها لا تزال سياحة لها ذائقتها لدى نسبة من هواة السياحة. لهذا، تشير كل الدراسات في مجال الضيافة والسياحة إلى أن «السائحين أنفسهم.. هم من يتحملون مسؤولية ازدهار هذا النوع من السياحة». مصطلح (السياحة السوداء) يمكن أن يُشتق من السياحة المظلمة حسب المفهوم الجديد، وهو يدل على السفر إلى البلدان التي تكثر فيها مضايقة السيّاح والإساءة إليهم -بشكل عام أو تحديد فئة معينة- والاعتداء عليهم ماديا: بالسرقة والإيذاء الجسدي، أو الاعتداء عليهم معنويا: بالشتم والسّباب بالألفاظ المسيئة. كل ذلك مفسد للجو السياحي ومفسد لهدف السفر ومفسد للمتعة.. وفي النهاية تتحول الرحلة إلى سياحة سوداء. بعض الدول تُظهر سياحتها السوداء بشكل واضح وفاضح للسياح العرب والخليجيين والسعوديين تحديدا. مواقع التواصل الاجتماعي تضج بمثل هذه التسجيلات لحالات الاعتداءات المادية والمعنوية. مثل هذه الدول -التي تمارس سياحتها السوداء على السعوديين- يجب أن تصنف بأنها من دول السياحة السوداء.. وأن يتم نشر هذه الثقافة بين المواطنين الراغبين في السفر بهدف السياحة، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات على مواقع المكاتب السياحية والمطارات وكافة المنافذ. السفر لمجتمع يستغل السائح الخليجي -السعودي بشكل خاص- ثم يسيء إليه ماديا ومعنويا، لا يستحق حتى قيمة التذكرة التي تدفع لتلك الرحلة السياحية.