عانى العراق في معظم أطواره من الجور والظلم والطغيان، لكنه في كل ما مضى لم يمر بحالٍ أكثر سوءاً مما هو فيه الآن أو منذ أن سلمت أمريكا عراقنا هدية بخسة للإدارة الظلامية الكهنوتية في طهران. لكننا نستبشر هذه الأيام بالثورات الشعبية التي انطلقت داخل إيران وفي الدول المجاورة التي تديرها عبر حشدها وفيالقها وأحزابها اللاهوتية. لقد تجبر الفاسدون الخمينيون في لبنانوالعراق وسوريا وأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد. لقد نهبوا وجوعوا وتجبروا وأذلوا أهل تلك البلاد، فكأن الشاعر قد عناهم في قوله :- أرى حللاً تصان على رجالٍ وأعراضاً تذل ولا تصان يقولون الزمان به فساد وهم فسدوا وما فسد الزمان. يلومنا البعض على مواقفنا السعودية القومية ضد إيران، وهي التي شقت الصف العربي ورعت الإرهاب ووظفت بعض خونتها العرب لشق الوحدة الوطنية سواء في لبنان أو في العراق وسوريا واليمن. إنهم يلوموننا بدعوى عدم تشتيت الجهود وتوحيد المقاومة وتسخيرها تجاه إسرائيل فقط، مع أن كل من لديه ذرة عقل وحس عروبي يدرك أن إيران هي مثل إسرائيل تماماً في عدوانها وتجبرها، نقول ذلك لمن تضلله شعارات إيران الشعبوية، ونقول ذلك للمغترين بلجلجة قناة الجزيرة وتسويقها لشعارات الكذب والتزييف التي يتكسب بها الإخوان والناصريون واليساريون العرب ونقولها لكل الجهلة والمغرر بهم الذين يغضون طرفهم عن التمدد الصفوي في الخواصر العربية. نعم فنحن لا نعادي إسرائيل لوحدها ثم نغض الطرف عن التغول الإيراني، كما أننا بالمقابل لا نعادي إيران لوحدها ونتناسى احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية فموقفنا الشعبي والرسمي الثابت يرى أن (إيرائيل)، وأقصد هنا إيران وإسرائيل، هما وجهان لعدو واحد. أخيراً تحية لكل الثوار العرب في فلسطينولبنان وتحية خاصة للعراق من الشاعر الجاهلي قيس بن الملوح في قصيدته الشهيرة، وأذكر بعضها هنا بتصرف وتعديل يتوافق مع ثورة الشعب العراقي: يقولون دجلة بالعراق مريضة فما لك لا تضنى وأنت صديق سقى الله شعباً بالسواد فإنني على كل فرد بالعراق شفيق ذكرت العراق فمت صبابة وبي زفرة قتالة وشهيق إلى الله نشكو المالكي ومقتدى ففي الأرض منهما شعلة وحريق. * كاتب سعودي IdreesAldrees@