«قضيتكم هي قضيتنا وقضية العرب والمسلمين، ونحن معكم، منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى اليوم؛ ومن الضروري تحقيق السلام الشامل والعادل؛ بما يؤدي لحل نهائي يحقق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني»، هذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي؛ فور إعلان صفقة القرن؛ مجددا مواقف المملكة الثابتة والمؤيدة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ بعيدا عن أي مزايدات كما حدث من بعض القادة في الدول الإسلامية الذين تاجروا بالقضية الفلسطينية من أجل بقائهم في السلطة ولم يحركوا ساكنا تجاه دعمها وعملوا في الخفاء والعلن لتدمير القضية وتهميشها في المحافل الدولية. للسعودية دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، وتعمل بحكمة وحنكة لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة؛ بلا ضجيج أو مفاخرة؛ لأنها تؤمن بواجباتها ومسؤولياتها الإسلامية التاريخية؛ وترفض أن تملي عليها أي دولة ماذا تقول أو تفعل. لقد استخدم رئيس النظام الأردوغاني، كما عهدناه، لغة متدنية وصفيقة مع المملكة في إطار متاجرته بالقضية الفلسطينية، إذ أصبحت اللغة الأردوغانية الرخيصة المتدنية سمة من سمات الخطاب الأردوغاني الإخواني البغيض تجاه بعض دول المنطقة؛ وطغت على هذا الخطاب الارتجالية والحقد والكراهية للأمة الإسلامية. لقد أصبحت مفردات النظام العثماني التركي الجديد بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية وتسعى للتغطية على واقع هش يعيشه الشعب التركي؛ لا يمكن تغطيته لأنه أصبح واضحا كوضوح الشمس في كبد السماء، العالم أصبح يعي جيدا أن أنقرة هي التي تتدخل في الشأن العربي وتعيد إنتاج أوهام استعمارية عثمانية ولى زمنها وانقرض وذهب لمزبلة التاريخ. لقد واصل أردوغان مسرحياته المكشوفة، المتاجرة بقضية فلسطين، حين تحدَّث أمام شعبه أخيراً محاولاً كسب التعاطف الشعبي ببيع الكلام فقط، معتقدا أن المهتمين بالقدس لن يتساءلوا عن علاقاته الوطيدة مع إسرائيل، ورفضه المساس بالعلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين أنقرة وتل أبيب. والعالم الإسلامي يسأل أردوغان، الذي يحاول أن يبعد الأنظار عن حقيقة العلاقات الرسمية التركية - الإسرائيلية التي بدأت منذ مارس عام 1949، وأصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين، لماذا لم تقطع تركيا علاقتها مع إسرائيل، وماذا تنتظر؟! أردوغان يعمل جاهدا في تصريحاته أن يبيع القضية الفلسطينية والظهور بمظهر المتبني الأوحد لها، مزايدًا عليها، ويتخذ أساليب تهييجية وانفعالية؛ علَّها تغطي على حقيقة كون بلاده الوحيدة التي شهدت انتعاشًا في العلاقات بين أنقرة ودولة الاحتلال الإسرائيلي وتقتات منه. بالمقابل أكدت السعودية في كل المحافل الدولية أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجبا حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه وتحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس. السعودية لم تكتف بالقول في دعم القضية؛ بل قدمت الدعمين المادي والمعنوي للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، بعشرات المليارات دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بلا مزايدة أو متاجرة، بل في إطار مسؤوليتها الإسلامية تجاه هذه القضية التي تعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. من جهته، أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان المؤكد عندما قال إن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت القضية المركزية للعرب والمسلمين، وهي كذلك القضية الأولى للمملكة وتأتي على رأس أولويات سياستها الخارجية. أردوغان بالرغم من مسرحياته إلا أن العالم يعي جيدا أنه قائد الإخوان المسلمين بالعالم، ومهندس الكذب والخداع في العالم الإسلامي. المملكة لم تتوان أو تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق بكافة الطرق والوسائل لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة. المملكة تناصر وتناضل من أجل القضية، والنظام الأردوغاني يتاجر ويزايد، وفلسطين ستظل في قلب سلمان.