تعمقت الخلافات بين أجنحة النظام الإيراني وطفت على السطح بين خامنئي وروحاني من جهة وروحاني وظريف من جهة أخرى؛ وهكذا بلغ التآكل في جسد النظام الإيراني ذروته خصوصا بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني وحدوث انشقاقات داخل الحرس الثوري بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية. وبحسب ما أوردته قناة «العربية» على لسان قائد في الحرس الثوري؛ فإن رئيس النظام حسن روحاني سئم من تصرفات وسياسات وزير خارجيته وبوقه الدعائي جواد ظريف الذي أصبح يتحرك بمعزل عن أي توجيهات منه، فضلا عن وجود قيادات معتدلة تنظر بسخط كبير للسلوك العدائي الذي يمارسه الحرس الثوري وقوة القدس في العراق وسورية وبلدان مجاورة، إلى جانب وجود انقسامات بين الإصلاحيين والمتشددين حول السياسات الخارجية التي يتبعها الحرس الثوري ودوره في تأزيم الأوضاع الإقليمية والتأثير في سيادة الدول والحكومات الأخرى. وهكذا لم تعد الخلافات خلف الأبواب المغلقة وإنما خرجت إلى العلن وتصاعدت وتيرتها مع تفاقم التوترات بالمنطقة، وأضحت أصوات الزعامات الإيرانية المعتدلة تتعالى للمطالبة بالكف عن السياسات العدائية ضد الدول المجاورة، هذه السياسات التي أعادت إيران للوراء ولم تنتج لها غير المزيد من الأعداء والتخبطات التي أحدثت استياء وتذمرا تجاه أنشطة الحرس الثوري الذي يغذي المليشيات الطائفية التابعة له بالأسلحة والأموال، لتعزيز نفوذه وإضعاف دول المنطقة وتقويض سلطتها ونشر الفوضى والفساد والعبث بأمن ومقدرات الدول بدلا من التفرغ للوضع الاقتصادي المأساوي للشعب الإيراني. قطاع شعبي كبير يسعى للتخلص من نظام «الولي الفقيه» وأكبر دليل على ذلك تواصل الاحتجاجات في إيران طوال أشهر عدة رغم قمعها من قبل قوات أمن النظام وحرسه. التآكل يفت في عضد النظام والتناقضات والخلافات تتزايد «بوتيرة غير مسبوقة» بين مختلف مؤسساته التشريعية والتقليدية. ومن ثم لم يعد أمامه إلا الهروب.. لأن الداخل الإيراني ودول المنطقة وشعوبها تعتبر هذا النظام الإرهابي مصدرا رئيسيا للاضطرابات والمشاكل وقوة عدوانية غير متصالحة حتى مع نفسها ولا تخدم سوى فئة طائفية حاكمة، ولذا تعالت الأصوات وهتفت الحناجر.. اسقطوا خامنئي وزمرته الفاسدة.