العالم استقبل العام الميلادي 2020 بفايروس كورونا الجديد، وهو يمثل نسخة مطورة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي تحمل الاسم نفسه، وتوجد أفكار كثيرة حول أسباب انتشاره، فهناك من يربط بينه وبين أحداث فيلم أمريكي أنتج في سنة 2011 اسمه (كونتنجن) تتناول أحداثه مرضا تنقله الخفافيش وتصعب السيطرة عليه، والملفت أن المرض حمله إلى أمريكا سائحان عادا من هونغ كونغ، والناس لديهم أفكارهم الخاصة، وهم إما يتهمون الصين نفسها بتخليق الفايروس في مختبر (ووهان) لمعالجة مشكلة التضخم السكاني الذي تجاوز المليار وأربعمائة مليون، أو أنهم يرجحون تورط أمريكا في التخليق لأسباب سياسية واقتصادية. العلاقة بين الصينوأمريكا لم تكن مستقرة في السنة الماضية، وقد وصل الخلاف إلى درجة تجريم الأمريكان لتعامل السلطات الصينية مع مسلمي الإيغور، وإيصالهم القضية لمجلس الأمن، ورغم نبل المطالبة من حيث المبدأ، إلا أن أمريكا لم يعرف عنها اهتمامها بالأقليات المسلمة ومشاكلها، وفي ديسمبر 2019 وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقا تجاريا مع الصين، وحدد التطبيق في 2020 لو لم يحضر كورونا ويخلط الأوراق، ومن المفارقات أن المادة السابعة في الاتفاق تتكلم عن هذه الحالة تحديداً. تضخم التنين الصيني لم يعجب أبداً الولاياتالمتحدة، والصين ستهيمن على الاقتصاد العالمي في 2030، وستكون الولاياتالمتحدة في المرتبة الثالثة بعد الهند، بافتراض عدم وجود منغصات أمريكية تغير في هذه الاستنتاجات، أو توقف دورة الصين الاقتصادية وتؤثر عليها، والسياسة الأمريكية تتهم الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية لمنتجاتها، وفي المقابل أمريكا متهمة بصناعتها لنزاعات داخلية في الصين، ومن أمثلتها مظاهرات انفصال هونغ كونغ، وتوقيعها لقانون حقوق الإنسان والديموقراطية، والقانون يهتم بالموضوع الأخير، وقد انتقدت الصين تدخل أمريكا في شؤونها. (غلوبل برس) نشرت وثائق أمريكية تشير لتورط الإدارة الأمريكية أيام السبعينات الميلادية في تخليق فايروس (السيدا) أو الإيدز، ضمن برنامج (فيزبيليتي)، ويعتقد بأنها تقف خلف الفايروس الجديد، وهو يعني في ما يعني أن الحروب البيولوجية ستأخذ مكان الحروب العسكرية التقليدية وستحل محل الحروب والمظاهرات بالوكالة في المرحلة المقبلة. الثابت الوحيد هو أن كورونا الجديد أثر على السياحة في كل العالم، فقد أوقفت الصين 35 مليون مسافر صيني ولم تمكنهم من السفر خارجها، وضيعت مكاسب سياحية بالمليارات، وتأثر سعر النفط وتراجع بنسبة 4 في المئة لأن مصانع الشركات العالمية في الصين توقفت عن العمل، وسجلت الأسهم القيادية في آسيا وأمريكا هبوطاً مؤثراً، ومعظم الأشياء التي نشتريها ونحتاج إليها صناعتها صينية في الأساس، وقد يتوقف وصولها إلينا، وكنا نقول إذا عطست أمريكا أصيب العالم كله بالزكام، والصحيح أن العالم سيمرض ما لم تتعاف الصين.