أصدرت دار النشر الأردنية كنوز المعرفة هذا الأسبوع ترجمة الدكتور حمزة بن قبلان المزيني لمقدمة كتاب عالم اللسانيات الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي «البنية المنطقية للنظرية اللسانية» Logical Structure of Linguistic Theory. وكان أصل هذا الكتاب رسالة الدكتوراه التي أنجزها تشومسكي سنة 1955 في 1000 صفحة تقريباً، وتقدم بها إلى جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ولم ينشر تشومسكي هذه الرسالة إلا سنة 1975، وكتب لها مقدمة طويلة استعرض فيها بدايات نظريته اللسانية المعروفة ب«النظرية التوليدية التحويلية». ويشير فيها إلى أنه كتب هذه المقدمة استجابة لرغبة بعض المهتمين بتاريخ النظرية اللسانية الاطلاعَ على معرفة تلك البدايات التي كان رائدها. الدكتور المزيني يقول إن الغرض الذي دفعه إلى ترجمة هذه المقدمة إطلاعُ القارئ العربي، لا سيما دارسي اللسانيات، على ما يقوله تشومسكي نفسه عن بدايات نشاطه العلمي الذي نتجت عنه نظريته المعروفة ب«النحو التوليدي التحويلي»، وعلى التطورات التي مرت بها حتى تاريخ نشر هذا الكتاب. وتتمثل أهمية هذه المقدمة في كونها جزءاً أساسياً في تاريخ النظرية التوليدية التحويلية، والاطلاع عليها ضروري لمعرفة تاريخ هذه النظرية الذي يعد أساساً لمعرفة تطوراتها اللاحقة طوال أكثر من 60 سنة إلى الآن. وهي تبيِّن بجلاء أن تشومسكي قضى سنوات عدة يَعمل منفرداً خارج التقاليد اللسانيات المعهودة في أواسط القرن العشرين لإنضاج نظريته هذه التي كان يشك هو نفسه في انتمائها لتخصص اللسانيات المعهودة في تلك الفترة. والغرض المهم الآخر من ترجمة هده المقدمة أنها تبين بجلاء عدم صحة الادعاءات السائدة التي يروج لها بعض دارسي اللغة العربية من العرب عن أن تشومسكي انطلق في تأسيس هذه النظرية من معرفته بالنحوين العبري والعربي. وكتب المترجم مقدمة للترجمة في 70 صفحة عَرض فيها إلى تلك الادعاءات غير الموثقة عن «أخذ» تشومسكي نظريته عن النحو العربي أو النحو العبري. كما نشر في نهايتها عدداً من رسائل تشومسكي وغيره إليه توثيقاً لنفي تلك الادعاءات، يضاف إلى ذلك تزويد المترجم الترجمة بعدد كبير من التعليقات لتوضيح بعض القضايا التي عرض لها المؤلف، إضافة إلى تزويدها بمسارد للمصطلحات والأسماء التي وردت فيها. يذكر أن الدكتور المزيني قد ترجم إلى اللغة العربية 3 من كتب تشومسكي الذائعة في اللسانيات، وهي: اللغة ومشكلات المعرفة (1990)، وآفاق جديدة في دراسة اللغة والذهن (2005)، وأيُّ نوع من المخلوقات نحن؟ (2017).