صديقي العزيز كان الله معك حيثما تكون، ورعاك في كل حركة وسكون، أخبرك أن من محاسن الشريعة الإسلامية الغراء التسامح واحترام مشاعر الآخرين مهما كانت مواقعهم منك قربا أو بعدا، والاعتذار وإفشاء ثقافة الاعتذار وسيلة للمحافظة على بقاء العلاقة الحميمة بين أفراد الأسرة والمجتمع بصفة عامة. قال الله تبارك وتعالى (.. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران :134 وعَنْ سيدنا أَنَس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَاجَهْ، وسَنَدُهُ قَوِيٌّ. ونسب للإمام الشافعي رحمه الله تعالى: اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا والاعتذار من شيم الكرام، قال الشاعر: سامِحْ أخاكَ إذا خلَطْ ... منهُ الإصابَةَ بالغلَطْ.. وتجافَ عنْ تعْنيفِه.. إنْ زاغَ يوماً أو قسَطْ... واحفَظْ صَنيعَكَ عندَه ... شكرَ الصّنيعَةَ أم غمَطْ. أخي وصديقي الوفي: أما آن الأوان أن نعيد ترتيب أولوياتنا التربوية والمنهجية، لكي ينعم أجيال المستقبل، ونبادر بنشر ثقافة الاعتذار في مجتمعاتنا وندرك أنها خُلُق وصفة عظيمة تحل الكثير من المشاكل، وفي النهاية أعتذر عن كل كلمة خرجت اليوم أو في الأمس كان لها صدى سبب لك أو لغيرك أوجاعاً أو جراحاً في أحاسيسك، دمت لي شيئا جميلا مميزا.