كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون هكذا وصف لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم حال بني ادم ولم يستثن منهم لا فقيرا ولا غنيا ولا صالحا ولا راهبا ولا فاسقا ولا عاصيا فكل البشر كتب عليه الخطأ فهو شي لا يعيب الشخص ولا ينبغي ان يحبس في قفص الاتهام طول عمره لاجل خطأ واحد ارتكبه فان الخطأ لا يعبر عن الشخص انما يعبر عن الظروف التي جعلت الشخص يخطئ لا نبرئ المخطئين ولكن نطالب باعطاء فرصة اخرى للمخطئ ولا اتكلم على الصعيد الامني والاحكام المدنية انما اتكلم على صعيد المجتمع والاحداث اليومية التي نمر بها ونواجهها فكلنا نواجه خطأ الصديق والابن والبنت وحتى الاباء والامهات فلماذا لا تكون مواجهتنا بالصفح والغفران واخذ العبرة من الخطأ واستخدام الخطأ في الوقاية من التكرار في المستقبل ,, فلو فرضنا اننا عاقبنا اي انسان على خطأ ارتكبه طوال سنين ماذا نتصور ان ننتج من هذا التصرف ؟؟ سيشعر المخطئ انه اصبح سجينا لخطئه ولن يغفر له ابدا ولا يفيد ان تاب او عدل من خطئه فسيستمر في الخطأ بل ومن الممكن ان يزيد من حجمه لان احساسه بنفسه وقيمته قد انعدم !! عندنا دائما ما نأخذ بمبدأ الحساب والمحاسبة بدون مبدأ التصحيح والغفران فانا صوتي اتمنى ان يصل لكل اب وصديق وام واخ واخت ان يعدلوا بين المحاسبة والغفران ولو اخذنا بمبدأ الغفران من البداية يكون الافضل وليس هذا من عندي انما قول من رب العباد الذي يعلم السر واخفى ويعلم قدرات ونفسيات عباده وهذا ما أحب ان اختم به كلامي (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) ويقول تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) عبدالله المغربي- جدة