يتعرضون خلال عملهم لصعوبات مختلفة، منها الاختناقات بالدخان الكثيف، وانفجارات غير متوقعة للمواد الكيمياوية أو أسطوانات الغاز والعبوات المضغوطة، أو تلك القابلة للاشتعال، أو انهيارات المباني بشكل مفاجئ. يتحملون الكثير من الجروح والإصابات عند مجابهتهم لكل حادث، لا يهتمون بالحديث عن هذه الأعمال الإنسانية، فهم يرونها جزءا من مهماتهم ورسالتهم تجاه المجتمع. هم رجال الإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني، الذين رافقتهم «عكاظ» وانفردت برصد عملهم واستعدادهم وجهودهم في إخماد الحرائق ومباشرة الحوادث والإنقاذ والإطفاء لتضعكم دوماً داخل الحدث. انطلق رصد «عكاظ» لأعمال الدفاع المدني من داخل أحد مراكزهم بجدة، ووسط ترحيبهم والحديث عن إحدى البطولات المقامة في جدة وتبادل الضحكات.. فجاة انطلق جرس في كافة أرجاء المركز، وأعلن الموجودون داخله الاستنفار وهبوا نحو مركباتهم المجهزة مرتدين ستراتهم الثقيلة وخوذاتهم المعدنية ملبين نداء الواجب. وخلال أقل من 30 ثانية، كانت العربات تسير بهم نحو موقع حادث استعرت فيه النيران، وهو عبارة عن مستودع، إذ نجح رجال الدفاع المدني في محاصرة ألسنة اللهب ومنع انتقالها لمستودعات مجاورة، قبل أن تباشر فرق الكمامات الدخول إلى أعماق المستودع وتواصل عمليات إخماد الحريق ليعلن السيطرة على الحريق ومباشرة التحقيق.