لسنا بحاجةٍ لأن نثبت لأنفسنا أشياء ليس بمقدورنا تنفيذها أو تجاوزها، ونحن لا نملك القدرة لفعل ذلك في هذا الوقت، قبل أن نراجع كل الطرق والسبل التي سلكناها والمناهج التي اعتمدناها؛ لتأسيس عملٍ مهمٍّ يجعلنا نقدم نتائج كبيرة في المستقبل، كل الظروف مهما كانت مسخَّرةً لتأسيس عملٍ جيدٍ لن تفيد طالما الطريقة خطأ، والخطوات لم تكن مناسبة؛ لذا من الأفضل أن نراجع العمل الرياضي المقدم في الفترة الماضية، ونعيد تقديمه بالشكل المناسب، الذي يضمن لنا التفوق في المستقبل. نحن ننتظر من منتخباتنا الوطنية عملًا كبيرًا يجعلنا نقف بكل قوة أمام أقوى منتخبات العالم، عملًا يجعلنا نذهب للمحافل الدولية ونحن نشعر بأننا أقوياء بحق وحقيقة بعيدًا عن العاطفة، هذا العمل الذي أعتقد -من وجهة نظري- أنه سينقل الكرة السعودية من القارية إلى العالمية لم يحدث حتى الآن، ولن يحدث طالما الأفكار لم تتغير بالشكل الذي يراه الخبراء الفنيون في مجال كرة القدم، ليس لدينا تنظيمٌ واضحٌ على مستوى الأكاديميات داخل السعودية، فقط مشروع الابتعاث الذي إن نُفِّذ بالشكل الصحيح ستكون نتائجه جيدة في المستقبل. لا أفهم كيف نريد أن نصنع كرة قدمٍ عالميةٍ للمملكة، ونحن لا نملك لاعبًا واحدًا محترفًا في الدوريات الأوروبية المميزة..! لا أفهم كيف نطالب منتخبنا أن يصنع الفارق في آسيا، وهو لا يملك كل المقومات الحقيقية لأن يصبح منتخبًا متطورًا!. نحن أصبحنا نلمس تفوق المنتخبات التي كنّا نتجاوزها بكل سهولةٍ في آسيا، ونخسر قيمتنا الفنية في كل منافسةٍ نشارك فيها، ولا نتمكن من الفوز بها، ولعل آخرها خسارة منتخبنا بطولة الخليج، التي لعب منتخبنا الوطني على نهائي البطولة أمام المنتخب البحريني، ولم نعرف حتى الآن لماذا خسرنا رغم تفوقنا التاريخي على المنتخب البحريني. الحقيقة تقول: إن الكل من حولنا بدأ يتحرك بشكلٍ فنيٍّ سليم، ونحن ما زلنا نبحث عن الطريق الصحيح، ما الذي يفعله سلمان الفرج، وسالم الدوسري، وسلطان الغنام، وعبدالله الخيبري، وعبدالفتاح عسيري، وغيرهم في الدوري السعودي؟ لماذا لا يطلب اتحاد الكرة من أنديتهم ووكلاء أعمالهم تسويقهم خارجيًّا؟ لماذا لا يخرج هؤلاء النجوم للاحتراف الخارجي، وتبحث أنديتهم عن نجومٍ غيرهم من الفئات السنية؟ لماذا لا ندخل في هذه الدائرة نجومًا يذهبون للاحتراف الخارجي، ونكتشف نجومًا من الفئات السنية في الأندية التي شبه معطلة..!؟ أنا متأكدٌ متى ما حولنا هذه الخطوة لواقعٍ ملموسٍ خلال أربعة مواسم سيصبح عندنا منتخبٌ قويٌّ، تجتمع فيه الخبرة والشباب، فالنجوم الصاعدون سيستفيدون من وجود الأجانب في السعودية، والنجوم المحترفون في الخارج سيستفيدون من فترات الاحتراف التي سيخوضونها هناك، من هنا تكون البداية، ومع الوقت سيصبح لنا اسمٌ كبيرٌ في عالم الاحتراف، وسيصبح اللاعب السعودي مطلوبًا في بعض الدوريات المهمة في العالم.