صديقي عبدالله بن سعد آل هيضة، ليست الكتابة إلا مخدراً موضعياً نشعر معه ببصيص من الأمل في أنه لا صحة لمن قال: «ولا يجلب الأحزان إلا التذكر»، أحضر بالحد الأقصى من مفردات الاعتذار حتى وإن كانت حبال الود مرتخية لا منقطعة، وهذا الاعتذار تدفع به سنين الصحبة واللحظات الصادقة النقية التي تجعل كثيراً من المحيطين على خط الهامش في حال الحضور وملء المساحات وساحات التفاعل والتفاؤل، ولعل الصديق الذي تمنحك إياه الحياة في لحظات مبكرة من العمر ويجري معك مسافات بعيدة وتتجاوز برفقته منعطفات وحكايات وصعاب هو الصديق الذي ترى في استعادته من الزحام ولعنة البعد شجاعة لا تضاهى، وخطوة مشبعة بالنبل والنضج حتى وإن جاءت الاستعادة على هيئة رسالة دافئة في موسم برد. صديقي الذي نسجت معه ملامح المستقبل وأزحت برفقته حجاراً لم يكن لي أن أزيحها بمفردي، وعانقت على وقع رؤاه سماء البهجة ومضيت نحو كثير من الأحلام واثقاً، لأنه كان حينها يسندني ويعزف نغم الثقة ولحن الانتصار كما لو كان الانتصار مسجلاً باسمه، هذا الصديق على مقربة من الذكريات الشهية وعلى بعد مرمى قريب من أخذ أحرف الاعتذار، كما لو كانت وردة مفاجئة أتت في عيد ميلاد أو هدية فاخرة وصلت على حين غفلة، أعتذر لأني على يقين بأن الاعتذار لن يزيدنا إلا علواً وتدويناً ثرياً في صفحات لا بد وأن نستعيدها إن جاء حديث عن صديق وصداقة، ولعل الرسائل الهاطلة ك مطر تأخذنا الى أفق يسعنا وثراء لا نمل من التباهي به، وهل ثمة ثراء طري كأن يكون في رصيدك «صديق ناضج يعلمك أن الحياة في غيابه مهمة لا تخلو من الشوك»؟