حذرت مؤسسة النقد البنوك من المساس ببدل الغلاء في اقتطاع أقساط مديونيات عملائها، كما نبهت بعدم احتساب بدل الغلاء في طلبات التمويل، وكانت مؤسسة النقد قد حذرت سابقا من المساس بمرتبات المكرمات التي أمر بها الملك ومبالغ دعم حساب المواطن والإعانات الاجتماعية. فالهدف من بدلات الغلاء وإعانات حساب المواطن والضمان الاجتماعي هو مساعدة المستحقين على تحمل ارتفاع تكلفة المعيشة ودعم القدرات الشرائية وليس تسديد مديونيات البنوك المتعثرة. اللافت أن البنوك عند الإقراض تمارس كل المغريات لجذب المقترضين، في حين أن ثقافة الاقتراض لدينا ما زالت تفتقر عند البعض للوعي في تحديد أهمية الاقتراض وقيمته وأولويات الحاجة إليه، ولأن البنوك تفرش طريق المقترض بالورود فإنه لا يعي أن ما فرش له يتحول إلى أشواك بمجرد التعثر في السداد، ويدرك متأخرا أن حساباته في اتخاذ القرار لم تبن على أسس صحيحة بل على إغراءات تجاوزت حاجته الفعلية ليسقط في فخ تضخم الدين قياسا بمستوى الدخل، ويقع في دوامة يدور فيها بين الدين وفوائده. ورغم أن مؤسسة النقد حددت سقفا ائتمانيا للإقراض لا يتجاوز ثلث الدخل الشهري لضمان الاستقرار المالي للأسرة، إلا أنني واجهت أشخاصا يحتجون على تقييد رغباتهم في الاقتراض دون الاكتراث لمخاطر تجاوز قدراتهم على السداد! علاقة المقرض والمقترض غالبا علاقة متوحشة، فلتحذر ابتسامات البدايات لتتحاشى «تكشيرات» النهايات! K_Alsuliman@ [email protected]