عندما يغضب طفلك، تشعر بموجات الغضب تنتقل إليك، تصاب وقتها بقلة حيلة وقد تستسلم ويعلن الطفل انتصاره، يسلبك حينها كل طاقة التوازن والاعتدال فلا تبتئس فالجميع قد عاش مثل هذه اللحظات. خذ نفسا عميقا فطفلك وأن كان ذكيا وفطنا، إلا أن لديه افتقارا تاما للمنطقية ولا يملك نفسه بطبيعة خصائصه، قد نصل لمرحلة من الإحباط ولكن الحكمة تقول «ما لا يدرك كلهُ لا يترك جلهُ». ما الحل وقتها مع الطفل الغضوب، أولاً يجب معرفة دافع الغضب، بطريقة جيدة لمعالجة الموقف فقد يكون الطفل جائعا أو متعبا، مرهقا يحتاج إلى النوم، أو قد يكون الغضب لديه بسبب فقدان أشخاص يحبهم، أو شيء من ممتلكاته. ثانياً نقوم بضم الطفل وتهدئته، وفي وقت صراخه وانفعاله، يتم ضمه من الخلف إلى صدرك والهمس بأذنيه بإعاده نفس الجملة التي يرددها أو يريدها «أعلم أنك تريد البقاء، أعلم أنك غاضب مني، أعلم أنك تريد الحلوى، تريد جهاز الآيباد... إلخ»، إذا لم يستجب الطفل من الأفضل تركه وتقول له سأتركك لتهدأ ولتفكر وسأعود إليك. ثم نقوم بعملية تهدئة الطفل وهناك تقنية الشهيق والزفير، حبذا تعويد الطفل عليها وشرح الهدف منها كونها تساعد في إطلاق الطاقة السلبية واستبدالها بالطاقة الإيجابية، الطفل لا يعي هذه العبارات ولكن هناك طريقة يتم نقلها للطفل بمرح للتنفس الذاتي كأن تقول: تخيل أنك تستنشق رائحة الزهرة، أو قطعة من الكيك (شهيق). ثم تقوم بإطفاء شمعة (زفير). نصائح قبل موجة الغضب لا نكثر الخيارات أمام الطفل الغضوب إذا لم نستطع تلبيتها، وقد نطرح خيارات حسب ما يقتضي الموقف، إذا شعرنا بموجة غضب مقبلة نقوم بتغيير محور التركيز عند الطفل بأن نقول مثلاً «عجزت أن أحل هذا اللغز هل تساعدني؟ الأغراض كثيرة أحتاج منك مساعدتي في حملها، أو في ترتيب البطاقات، وهلم جرا». الاحتفاظ بالتوجيهات إلى أن يكون الطفل أكثر راحة وهدوءا ويقظة، تعويده على الصبر بطريقة غير مباشرة، إذا طلب أمرا ما أخبره بأنك مشغول «انتظرني لمدة خمس دقائق»، ثم تطول المدة وبالتدريج حسب الموقف والعمر. أختم المقال ببشارة مهداة إلى من لديهم أطفال سريعو الغضب، سيبهرونك في المستقبل لأنهم يمتلكون مهارات استقلال عالية كما أنهم يحاولون أن يكونوا أكثر إبداعا فهم يتمتعون بشخصية قوية، وإرادة جيدة.