كثير من شباب الوطن لديهم الرغبة الجامحة والحماس لخدمة الوطن والإسهام في تنميته وتطوره، إلا أنهم يصطدمون في بداية حياتهم العملية ببعض المعوقات التي قد تحد من تطلعاتهم ومنها ظاهرة التنمر الإداري، وهو كما يعرِّفه زميلي الدكتور عامر الحسيني: «هو سلوك بشري لدى بعض الأشخاص نابع من حب الذات والعدوانية تجاه الآخر». والتنمر يعني أيضاً «استخدام القوة أو التهديد أو الإكراه وسوء المعاملة أو الترهيب أو الهيمنة العدوانية على الآخرين». استخدام السلطة بهذه الطريقة لها أثارها السلبية على الفرد قبل المجتمع. يعتبر التنمر الإداري أقسى وأعنف وقد يكون أشرس أنواع التنمر، وسبب هذا هو أن المسؤول يمارس هذا النوع من السلوك ضد الموظفين باستخدام اللوائح والقوانين التي لا تليق بهم، إضافة إلى أن التنمر الإداري سلوك شاذ ومنبوذ ويعتبره بعض المحققين الإداريين نوعاً من أنواع الفساد الذي يدمر الموارد البشرية ويبدد الثروات الوطنية، وللتنمر أشكال كثيرة منها: التقليل من شأن الموظف بالتحقير والاستخفاف به أو جعله أضحوكة أمام زملائه. ومنها أيضاً التطاول على حقوق الموظف بعدم إعطائه إجازة سنوية أو إجازة اضطرارية بينما يتمتع بها غيره. أثر التنمر الإداري لا يقتصر على الأفراد المستهدفين فقط، بل قد يتعدى إلى غيرهم. هذه الظاهرة الجائرة تؤدي إلى انخفاض في معنويات الموظفين وتعكير جو العمل في داخل الإدارة، هذه بحد ذاتها قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ التطور ومشروع التحول الوطني والرؤية المستقبلية للوطن.