يعرّف التنمر الوظيفي بأنه ميل بعض أصحاب أو مديري أو رؤساء العمل إلى السيطرة والهيمنة على مرؤوسيهم ومضايقتهم لدرجة أن عدداً لا يستهان به من الموظفين قد يُجبَرون نفسياً وقهرياً على ترك العمل بتقديم الاستقالة أو التحويل إلى قطاع آخر بسبب سوء التعامل داخل مؤسسة العمل، كأن يتعرض الموظف للأذى النفسي من قِبل المدير أو أن يُهدد بمختلف أنواع التهديدات؛ كالخصم من الراتب الشهري أو الفصل المؤقت وبلا سبب مقنع، أو كأن يحصل التقليل من شأنه أو التحقير والاستخفاف به. يكثر التنمر الوظيفي في ظل غياب الرقابة من الجهات العليا في المؤسسات الصغيرة والكبيرة، أو بسبب طباع المدير التي يتوقع من الموظفين تحملها على الدوام في سبيل البقاء في العمل! ففي ظل غياب القانون الملزم بحفظ حقوق الموظف وعدم الاعتداء عليه، وفي ظل جهل الموظف بحقوقه، ينمو التنمر الوظيفي بسهولة، ومع مديرٍ لا يتحكم بقراراته ويتلذذ بإلقاء اللوم على الآخرين ستضطرب المؤسسة وستكثر الخلافات حين يصطدم مرؤوس على علم تام بما له من حقوق مع هذا المدير المتنمر، بينما ستنتهج المؤسسة فعلياً منهج الترهيب وبشكل دائم مع وجود موظفين ضعفاء يمارس عليهم المدير تنمره بلا حسيب وبلا اعتراض منهم. إذاً نلاحظ أن التنمر يرتبط دوماً بضعف شخصية الموظف وجهله بحقوقه، فمتى ما وُجد مدير متسلط وموظفون ضعفاء وُجد واستمر التنمر الوظيفي! وفي دراسة تخص التنمر الوظيفي وجد أنه في مجال العمل المشترك بين الجنسين، يمتاز التنمر الوظيفي عند الرجال المتنمرين بالمساواة بين الرجل والمرأة، أما التنمر عند النساء فتقول الدراسة: إن النساء المتنمرات يفضلن التنمر على النساء فقط. إن ما نحتاجه للتخلص من التنمر الوظيفي هو توعية الموظفين والمديرين بما لهم وما عليهم من حقوق، وتوضيح أضرار التنمر النفسية التي سينعكس وجودها سلباً على العمل وسمعة المؤسسة، فمع مؤسسة يكثر فيها هروب الموظفين بالاستقالة من العمل أو بالفصل مع سبق الإصرار.. لن تنتج، ولن تجد إقبالاً من المتقدمين المميزين للعمل فيها!! ولا نبالغ إن قلنا: إن حضور دورات سلوكية ودورات تطوير الذات لها دور فعلي في وضع حد للتنمر الوظيفي، ودور محسوس في تجنب الانفعالات الخاطئة والغاضبة. ولا يبقى إلا أن نقول: إن التنمر الوظيفي ليس إلا مرض إداري إن وقع سيتفشى في بيئة العمل بسرعة، حيث سيصبح مع مرور الوقت المدير المتنمر قدوة لرؤساء الأقسام والقادة تحت سُلطته وسيستمر التنمر بازدياد، وسيتدهور العمل ولن يُنجز العاملون العمل بالكفاءة المطلوبة بنفسيات سيئة وهم يعانون هذا التنمر.. ما لم يُبتر. Your browser does not support the video tag.