بعد عودة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري لصدارة الأسماء المرشحة لترؤس الحكومة الجديدة، عادت لعبة «شد الحبال» مع باقي أركان السلطة، إذ جددت مصادر بيت الوسط أمس (الثلاثاء) التأكيد على أن الحريري لم يقترح إلا حكومة اختصاصيين تلبي طموحات اللبنانيين وتقنع المجتمع الدولي بتقديم الدعم العاجل لمواجهة الأزمة الحادة. وقالت المصادر: «إذا كان هناك من يصر على حكومة «تكنوسياسية» لمجرد البقاء ضمن الحكومة فهم مدعوون إلى تشكيل الحكومة من دون الحريري في أسرع وقت وبالشروط التي يرونها مناسبة للبنانيين ولمواجهة الوضع الراهن». من جهته، كشف رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال أرسلان وجود «فيتو أمريكي على توزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. فيما انتقد عضو الكتلة العونية النائب إدي معلوف ما أسماه «تخريجة يوم الأحد» وقال: «لم تكن موفقة، ونحن متمسكون بالميثاقية». وتساءل: «لماذا طلب الحريري تأجيل الاستشارات النيابية أسبوعا؟»، واعتبر أن لديه رغبة بالعودة إلى رئاسة الحكومة ، ونحن نريد أن نعرف كيف يرى عودته، وعلى أساس ذلك سنأخذ موقفنا. وبناء على هذه المواقف، فإن الأمور تشير إلى حجم الهوة بين أطراف السلطة التي لا يمكن ردها خلال الأيام المتبقية لموعد الاستشارات الجديد (الإثنين) القادم. فهل تعود لعبة الأسماء الوهمية مجددا؟ وهل تؤيد السلطة تشكيل حكومة استثنائية لقيادة المرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان؟ على صعيد آخر، التزمت الرئاسة الصمت تجاه الموقف الإيراني الذي هدد بتسوية إسرائيل بالأرض انطلاقا من لبنان، وصدرت مواقف جانبية، إذ قال وزير الإعلام جمال الجراح: «إن الكلام المنسوب إلى مسؤول إيراني حول استخدام الأراضي اللبنانية منطلقا لحروب إقليمية غير مسؤول ومتعجرف، ويشكل تطاولا على سيادة لبنان شعبا ودولة». وأضاف: «تستطيع إيران أن تدافع عن نفسها كيفما تشاء، ولكن لبنان ليست صندوق بريد للحرس الثوري وليس ساحة للاستخدام الخارجي من أي دولة». فيما استهجن النائب ميشال معوض الحديث الإيراني، وسأل: «لمَ من لبنان وليس من إيران أو من الجولان مثلا؟»، مؤكدا «إننا نرفض أن يتعامل أي كان مع لبنان كأرض مستباحة، وكلام المسؤول الإيراني يؤكد من جديد وجوب وضع إستراتيجية دفاعية بإدارة الدولة اللبنانية المسؤولة وحدها عن الدفاع عن لبنان».