كشفت مصادر لبنانية خاصة ل«عكاظ» أمس (الإثنين) أن هناك توجها لتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة دون تمكينه من تأليفها والذهاب إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها بانتظار بلورة أجواء دولية تسمح بتسهيل عملية التشكيل. واعتبرت المصادر أن السجال الحكومي بعد إسقاط ورقة سمير الخطيب أعاد لبنان إلى المربع الأول وتحديدا إلى عقدة إعادة توزير وزير الخارجية جبران باسيل الذي لا يزال مصراً على ربط خروجه من الحكومة بخروج الحريري. وهكذا أعاد ملف تسمية شخصية لتشكيل حكومة جديدة، لبنان إلى «نقطة الصفر» مجدداً، ومع تأجيل الاستشارات النيابية إلى الإثنين القادم، دخل لبنان في نفق جديد مجهول ما يشي باستمرار الأزمة، خصوصا مع تمسك السلطة بتشكيل حكومة تكنوسياسية، الأمر الذي يرفضه الحراك ويصر على حكومة كفاءات. بالمقابل، وبعد تأجيل موعد الاستشارات النيابية لمزيد من المشاورات بين أطراف السلطة، عاد التراشق السياسي بين الجميع. وقال عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله: «لأنهم يكابرون ويرفضون التنازل لشعبهم، لأنهم ضربوا عرض الحائط بالدستور، لأنهم حاولوا تأليف الحكومة قبل التكليف، لأنهم غلبوا المصالح الفئوية على الوطنية، لأنهم ما زالوا يتقاسمون الحصص والمراكز، لأنهم يمارسون الترف السياسي دون حق، شكرا لجهودكم، البلد ينهار وعدنا للمربع الأول». فيما أكد مستشار رئيس الحكومة السابق سليم الحص رفعت بدوي، أن الحريري أعطى وعدا قاطعا لوزير المالية علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل بأنه يسير بخيار سمير الخطيب لرئاسة الحكومة . واعتبر أن الحريري تراجع أمام الاستحقاقات الأوروبية ومنها المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس (الأربعاء). ميدانيا، أقدم المحتجون أمس (الإثنين) على قطع الطرقات الرئيسية، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا لأن السلطة تتجاهلهم وماضية في تنفيذ مصالحها الخاصة على حساب الشعب والوطن، وشهدت طرابلس عاصمة الشمال قطعاً لطرق رئيسية عدة فيها، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وكان منظمو الحراك في طرابلس أعلنوا أن (الإثنين) سيكون يوم إضراب عام.