تعد السعودية من الدول المؤسسة لمجموعة العشرين، إذ أسهم الدور السعودي في تعزيز دورها الريادي في الاقتصاد العالمي، وأصبح لها تأثير على الكثير من الاقتصادات الإقليمية والعالمية. وتشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، وتضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75% من التجارة العالمية وأكثر من 90% من الناتج العالمي الخام، وتهدف مجموعة العشرين إلى الجمع الممنهج لدول صناعية ومتقدمة مهمة بغية نقاش قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي. وبينما تستعد الرياض لاستضافة قمة 2020، في نوفمبر القادم؛ رحب مجلس الوزراء ببدء المملكة لرئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، مشيرا إلى التزام رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، والسعي لتحقيق إنجازات ملموسة، والاستفادة من موقع المملكة بين القارات الثلاث خلال استضافتها لمجموعة العشرين في إبراز منظور الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتشكيل وتعزيز التوافق العالمي بشأن القضايا الدولية. وعندما أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عن تفاؤله وسعيه إلى بِنَاء بيئة حيوية لمجموعة العشرين للخروج بمبادرات ومخرجات تحقق آمال شعوب العالم؛ فإنه يعكس حرص المملكة على الاستفادة من هذا المحفل العالمي باعتباره فرصة مشتركة لتطوير التعاون إلى آفاق جديدة، ويتوجب على الجميع استثمار ذلك لتمكين الإنسان، وتمهيد الطريق للجميع نحو مستقبل أفضل، وسن سياسات اقتصادية مستدامة لحماية كوكب الأرض للمستقبل. لقد بدأت السعودية رئاسة المجموعة، وتستمر إلى أواخر عام 2020، التي ستجمع في الرياض زعماء 20 دولة تمثل ثلثي اقتصاد العالم، لمناقشة أهم القضايا الأساسية في الاقتصاد العالمي، وإيجاد حلول للمشكلات العالمية، كالتغير المناخي، ومعالجة الفقر في الدول النامية، وغيرها. إن انعقاد مجموعة العشرين تحت عنوان: «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، جدير بالبحث والتمحيص لبناء رؤية طويلة المدى للتحديات والفرص المستقبلية، والتعامل بفاعلية مع القضايا الملحة خصوصا أن المملكة تمر بتحول تاريخي في ظل «رؤية 2030» للوصول إلى "مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح"، ومن خلال هذه الرؤية ستعمل السعودية مع أعضاء مجموعة العشرين لتبادل الخبرات، وتعزيز التعاون الدولي بهدف إيجاد الحلول للقضايا الملحة للقرن الحادي والعشرين. بات الدور السعودي مهماً في أكبر تجمع اقتصادي ما منحها قدرةً على التأثير في نشاط الاقتصاد العالمي من خلال تأثيرها في التجارة العالمية، ومن خلال التحويلات إلى الخارج وسياسة الاستثمار في الأوراق المالية العالمية. وتتطلع المملكة من خلال رئاستها القمة في عام 2020، إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال؛ بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره. كما ستسهم استضافة القمة في طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تعد قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الرياض، تاريخية فهي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي؛ مما يعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتحتل السعودية المرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين G20 من حيث الاحتياطات الأجنبية ب505.1 مليار دولار «1.9 تريليون ريال»، بعد كل من الصين واليابان. الملك سلمان بن عبدالعزيز وقمة العشرين؛ إنه حصاد الحكم الرشيد.. قيادة حكيمة.. وريادة عالمية.