طلبت منه يقوم يلمح للحمار. لأنها ما لقيته في السفل. قالت: مدري من افتكَّه؟ قال: يمكن خرج يتقمقم. بيعوِّد ذلحين ما يبطي أعرف حماري. فقالت: الحمار اقتاده واحد من جماعتك بحلسه ومناقله. سألها: وش أدراك وانتِ ما قطعتِ العتبة؟ أجابته: سمعت زرفلة السفل يوم انفتح. أضافت: يا حليلك من ذا الحمار تتعب عليه وتشقى والفوايد لغيرك. كسب (سعيد) احترام الكبير والصغير. بسبب حماره المتاح للجميع نساء ورجالاً وأطفالاً. يفضُّون له صدر المجلس. ويُدعى لكل وليمة، ويقدَّم في كل مناسبة. وهو يعرف السبب. ويردد بينه وبين نفسه «الله يسقيك من ساعة شريت فيها الحمار». يأتي إليه من يطلبه، فيردُّ: خذه انحاه في السفل وحلسه جنبه. وإذا فتح السائل الباب وما وجده يرجع إليه: ما في السفل إلا ستر الله يا سعيد، فيلتفت للخلف ويستفهم من زوجته. حد طلبك الحمار اليوم؟ تردُّ: ما حد طلبني. تستدرك: كنِّي سمعت صوت العريفة يهلل ويكبر جهمة، وإن كنت احرز فهو اللي خذه. علَّق: لو كان تحرزين يكون احرزتِ تعبي وشقاي. قال لجاره سليم: انتظر. تلقى العريفة هبط به سوق السبت. تحرَّاه حتى يجي واقض لزومك. قالت: يا مخلوق يُكرُّون حمارك ليل الله ونهاره ما يعبون له سفة شعير ولا خوطين قضب، ولا عودين قصيل. كلن يركب ويدعمر كنَّه حلال أبوه. حتى الورعان ما يسرحون يتشرَّعون في الغُدران إلا فوق ظهره. قال: يا عِربيَّة، وين أغدي وجهي من جماعتي؟ ما معهم زاملة ولا ناقلة إلا حمار السكون. تبغين أبخل به عليهم؟ ثمَّ خليه يحيل عنك ما غير بيجمِّع عليك الذُّبَّان. علَّقت: لو ياهبون لك كرا. ردَّ: يا شقفة يا لقفة ما للرجَّال إلا جماعته، وش فيها لا عاونت ربعي ورفاقتي بحماري؟ قالت: ما فيهم صوف ولا معروف، وبعد تشوف. ناداه جاره (سليم) من الجرين: يا سعيد هاك حمارك، قال: ادخله السفل، أجابه: والله ما فيَّه أمد ساقي لكن باربطه لك في العثربة. أظلم الليل. ونسي سعيد الحمار. فرثه الجعير، وتنابحت الكلاب. خرج فشاهد منظراً مؤلماً. ردَّد «الله واليها. أوَّلك للعذاب، وآخرك للكلاب». من بعدها، لم يعد أحد يسأل عن سعيد. ولا يحتفي به. علمي وسلامتكم.