منذ أن كنت طالباً مبتعثاً في الولاياتالمتحدة والاتصالات حثيثة بيني وبين الدكتور أحمد العرفج، وكنت أطالبه بإهدائي مؤلفاته، لكن لم يتحقق لا اللقاء ولا الحصول على الكتب، إلا بعد ست سنوات، حيث التقينا في أرامكو ضمن فعاليات نادي الخطابة في الظهران بدعوة كريمة من شركة أرامكو السعودية للدكتور كشخصية مُلهمة، وقدم فيها كلمة عن تجربته حول الإلهام وبهذا وفى بوعده وأهداني مؤلفاته التي أتحفني بها وهي مجموعة قيمة ومنها كتابه المهمل من ذكريات طالب تنبل من الابتدائية إلى الدكتورية، ولأني أحب قراءة كتب السيرة والقصص المُلهمة عن الشخصيات المميزة كسيرة أبي سفيان العرفج هذا الموسوعة الثقافية المميزة، حينها بدأت بقراءة كتابه المهمل من ذكريات طالب تنبل، وهي سيرة دراسية من الابتدائية إلى الدكتورية. في الحقيقة شدني الكتاب فوجدت نفسي أختمه في أقل من يوم، وهذه لم تحدث معي سابقاً إلا مع كتب الدكتور غازي القصيبي كحياة في الإدارة التي أنجزتها في يومين، أما بعض الكتب فتأخذ أكثر من هذا الوقت، فعلاً هناك كتب تشدك وكتابتها مميزة تجعلك ترتبط بالكتاب لتنهيه. والدي أستاذ اللغة العربية وشاعر الفصحى والأديب والمثقف لفت نظره كتاب الدكتور الذي أنهاه في جلسة واحدة فأرسل لي معلقاً ومعجباً بالكتاب وإليكم نص ما أرسله لي «بدأت في قراءة الكتاب فشدني إليه أسلوبه البديع وعبارته اللطيفة وحواره الممتع وأدبه الرفيع فهو من السهل الممتنع. فالقارئ لا يحس بملل أو سأم، بل بجاذبية فائقة لا يملك المرء لنفسه قياداً إلا مواصلة القراءة والاستمتاع، ومن الملفت في الكتاب صراحة مؤلفه، وعدم تلميع نفسه، وتمتعه بذاكرة فريدة في سرد المواقف وذكر الأشخاص، فالكتاب يزخر بعدد كبير من الأسماء التي جاء وصفها بالإكبار والتقدير والاحترام، وهذه تدل على سمو نفس المؤلف، ورده الجميل للذين وقفوا معه في شدائده، لأنه من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. كما أن الكاتب يسطر نموذجاً رائعاً للإنسان الذي لا يعرف اليأس لروحه سبيلا. فهو تجسيد لما قيل إن العاقل من اتخذ من الفشل ذريعة للنجاح وتحقيق الأمل في المستقبل. فلا الفقر ولا اليتم ولا الفشل ولا الصعوبات ولا العوائق ولا التثبيط ولا البعد عن الأهل والأحبة ولا الغربة حالت دون تحقيق الحلم الكبير الذي توج المؤلف به مسيرته الحافلة بالإنجازات والمسرات، وهو درس نافع لأبنائنا للجد والمثابرة وتحقيق الآمال فكما قال الشاعر: لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا فالشكر للدكتور ولأريحيته الفائقة في تقديم هذا الكتاب للقراء، ليكون عوناً لمن سرت حُمى اليأس في نفسه، وأقعدته عن طلب العلا». والجدير بالذكر أيضاً أن أستاذ التأريخ والعلاقات الدولية الدكتور عبدالله المدني علق في تغريدة له بخصوص نفس الكتاب قائلاً «أنهيت للتو في جلسة واحدة قراءة هذا الكتاب الماتع الساخر أحمد العرفج عن سيرته الذاتية وما واجهه من صدمات اليتم والشقاء والبيروقراطية والإحباط واليأس والاغتراب وتآمر المتشددين وتغير أماكن الدراسة والعمل والمشرفين على رسالته للدكتوراه». وأختتم ناصحاً الجيل الجديد بقراءة الكتاب. almeshalhussain@