استأنفت إيران أمس (الخميس) نشاطاتها المشبوهة في تخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو» طبقا لقرارها الذي أعلنته الثلاثاء عن التوسع في تخفيض التزامها بالاتفاق النووي في 2015. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان أمس: «تم ضخ غاز اليورانيوم في شبكات أجهزة الطرد المركزي، وبدأ إنتاج وتجميع يورانيوم مخصب في منشآت فوردو التي تقع على بعد نحو 180 كيلومترا جنوبطهران»، موضحة أن كل هذه النشاطات تقع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة المكلفة بمراقبة البرنامج النووي الإيراني. وهذه المستجدات تقع في إطار «الخطوة الرابعة» من خطة خفض النظام الإيراني للالتزامات الموقع عليها في الاتفاق، التي أطلقتها طهران في مايو الماضي، ردا على انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق بقرار من الرئيس دونالد ترمب، وإعادة فرض عقوبات أمريكية عليها. وتسعى طهران عبر هذه السياسة إلى الضغط على الأطراف الأخرى لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على إيران وسببت انكماشا كبيرا لاقتصادها. وفي فيينا، قال مصدر قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الأربعاء) إن مفتشي الوكالة موجودون في منشأة فوردو وسيقدمون تقريراً عاجلاً حول المستجدات. بدوره، طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بضرورة التعامل مع تجاوزات إيران واستفزازاتها المستمرة، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بحصول إيران على أسلحة نووية. وأشار بومبيو في تصريحات صحفية إلى أن أفعال إيران تتطلب من كل الدول رفض ابتزازها النووي واتخاذ خطوات جادة لزيادة الضغط عليها، لافتاً إلى أن الموقف الإيراني يدل على نية طهران ابتزاز المجتمع الدولي للقبول بإرهابها وعنفها، متهماً إيران بمواصلة العمل على تقويض سيادة جيرانها. من جهة أخرى، أعلنت الولاياتالمتحدة في اجتماع طارئ لمجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن احتجاز مفتشة من الوكالة في إيران «استفزاز صارخ». وقالت المندوبة الأمريكية بوكالة الطاقة جاكي ولكوت، في بيان إلى المجلس، إن «احتجاز أحد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران استفزاز صارخ، وعلى كل أعضاء المجلس أن يوضحوا من الآن فصاعداً أن مثل هذه الأفعال غير مقبولة إطلاقاً، ولن تجد تهاوناً ولا بد أن تترتب عليها عواقب». وسحبت إيران اعتماد مفتشة تابعة للأمم المتحدة بعد حادثة وقعت الأسبوع الماضي خلال عملية مراقبة عند مدخل منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، حسبما ورد في بيان رسمي نشر على موقع وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، وجاء فيه إنه خلال عملية المراقبة تسببت هذه المفتشة بإطلاق إنذار ما أثار قلقا من احتمال حيازتها مادة مشبوهة، في حين عبر الاتحاد الأوروبي أمس عن قلقه العميق بعد حادثة استبعاد مفتشة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسحب اعتمادها.