لم تفلح وعود السلطة الحاكمة في العراق حتى الآن في إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد، أو الحديث عن إمكانية استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في إقناع المحتجين أو استمالتهم، إذ يؤكد هؤلاء أنهم وصلوا إلى مرحلة مهمة ويجب ألا يفقدوا كل شيء من خلال قبول إصلاحات يصفونها ب«الخاطئة» اقترحتها السلطة. وفي تطور لافت، أغلق آلاف المحتجين العراقيين أمس (السبت) كل الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر العراقي الرئيسي المطل على الخليج، بعدما أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع باتجاههم الليلة قبل الماضية. كما أغلق المحتجون طرقا مؤدية إلى حقل مجنون النفطي ومنعوا الموظفين من الوصول إلى هناك. لكن مصادر نفطية قالت إن العمليات لم تتأثر. ومُنعت شاحنات تحمل بضائع من الدخول أو الخروج من الميناء. وقال مسؤولون في الميناء إن بعض خطوط الشحن العالمية أوقفت عملياتها بسبب إغلاق الميناء. ووقعت اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن في البصرة، وأحرق المحتجون إطارات أمس وأقاموا حواجز خرسانية بدافع الغضب من سعي قوات مكافحة الشغب لتفريقهم بالقوة. وقالت مصادر أمنية وطبية إن ما لا يقل عن 120 شخصا أصيبوا. وأفادت مفوضية حقوق الإنسان في بيان بأن الصدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين عند ميناء أم قصر أسقطت 120 مصاباً يرقدون في مستشفى أم قصر بسبب استخدام الغازات المسيلة للدموع، وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم. وشهدت العاصمة العراقية ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون ب«إسقاط النظام»، ويحتلون ساحة التحرير في وسط بغداد رغم وعود السلطة بالإصلاحات. وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة السبت، بحسب ما قالت مصادر طبية، خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له.