دون أن تترك السعودية مجالاً لمتابع الأحداث السياسية في المنطقة أن تعبر به نشرات الأخبار أو ما دونه محللو الأحداث أو حتى التاريخ بلا أن يلمس دورها الحقيقي في «صناعة السلام» والدعوة له، حتى باتت الاتفاقات التي تبرم بمباركتها مرجعاً لأطراف النزاع في كل نقطة خلاف، والتي جاء آخرها اتفاق الرياض الذي أوصل أطراف النزاع في اليمن إلى بر الأمان بعد وصولهم إلى حل سلمي توافقي مبني على المرجعيات والمبادئ الرئيسية. الاتفاق الأخير بين جنوب وشمال اليمن، المحترم لمطالب المكونات اليمنية، والمبني على أساس الحوار والعمل السياسي واستتباب الأمن وتحقيق النمو الاقتصادي، يعكس احترام السعودية لجميع مكونات الشعب اليمني، ووقوفها إلى جوار ما يتفق عليه اليمنيون، مؤكدة أن دورها في اليمن لا يتجاوز دعم الشعب الشقيق لتحقيق الأمن والاستقرار، ودعم الحلول السياسية في اليمن على جميع الأصعدة إذا وجدت النيات الصادقة لدى جميع الأطراف، إذ دعمت اليمن سياسيا وعسكريا وتنمويا وإغاثيا في كل المحافظات لاستعادة هيبة اليمن وإنهاء التدخل الإيراني الذي لم يجن منه اليمنيون سوى الاضطرابات والفوضى. فتح الأشقاء اليمنيون صفحة جديدة بقيادة حكومة كفاءات سياسية ب24 وزيراً يناصف فيها الجنوبيون الشماليين، يعينهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يحملون على عاتقهم توحيد الصف وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة المواطن اليمني بجميع مكوناته وتلبية احتياجاته المعيشية، والوصول إلى بر الأمان، والتركيز على إدارة موارد اليمن بشفافية، وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة، وتشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى وتعزيزه بشخصيات ذات خبرة ونزاهة، في أولى خطواتهم لإعادة بناء اليمن بشكل جديد.