• كان من أكثر الأحبة اتصالاً وتواصلاً، بل كان حكيمنا الذي يجمعنا إن باعدت بيننا المسافات، منذ أن عرفته لم يحدث يوم أن عتب علي بكلمة مع أنني (أخطئ) كما هم ساير البشر. • ذلكم هو الطيب والنقي العم عبدالهادي رافع الشهري الذي ودعناه أمس وودعنا معه قبيلة من البياض، كيف لا وهو كان أبا وأخا وصديقا، بل هو عنوان لأي زائر لنا من الزملاء والأصدقاء. • نلتقي عند أبي رافع تذكرناها وبعض الأحبة ونحن نعزي بعضنا في فقيدنا الغالي، تذكرناها ونحن نعاتب اللحظة، لحظة الفراق ونحن نبكي أبا رافع. • تعب حكيمنا ووالدنا أبو رافع في السنوات الأخيرة، وافتقدت حتى صوته الذي حينما كنت أسمعه وأسمع كلماته يشعرني أن والدي ما زال حيا. • حاولت قبل أيام من خلال تواصلي مع ابنه نايف أن أزوره وقال لي الأطباء منعوا الزيارة عنه، فشعرت بأنني كنت أودعه من خلال نايف، وأودع معه عشرة عمر كان فيها لي بمثابة أب. • مات أبو رافع الذي لو أكتب مجلدات عن ذكرياتي معه بل ذكرياتنا معه لن أصل من خلالها إلى السطر الأخير من تلك الذكريات. • أحب الرياضة من خلال الأهلي، وعمل مع الرواد في عدة إدارات وظلت العلاقة مع الأهلي مرتبطة عضواً شرفياً وعاشقاً، لكن هذا الارتباط والعشق لم يلغ علاقته بالاتحاديين إعلاما ورموزا وأعضاء شرف، فكنا نلتقي جميعاً عند أبي رافع إلى درجة أن علاقات أكثرنا كبرت من خلال أبي رافع. • الشيخ عبدالهادي رافع القبيسي الشهري هو أحد وأبرز شيوخ قبيلته وأحد رموزها، وعلى الصعيد الوطني خدم وتدرج في خدمته العسكرية إلى أن تقاعد برتبة عقيد، أما على الصعيد الشخصي فجمع كل المجد كرماً ووفاء وطيبة. • اليوم أرثي أبا رافع بعبارات كتبها دمعي وكلمات فرضها حزني ففقيدنا أكبر من أن تأتي على مناقبه أسطر حزينة. • مات الرائع أبو رافع لكنه ترك إرثا من الطيبة وأبناء هم امتداد له، لكن بموته فقدنا كبيرا وحكيما كان يجمعنا على الحب والطيبة. • وداعاً والدي وأخي وصديقي عبدالهادي الشهري، وداعاً يا قبلة الكرم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. • أخيراً؛ عزف الحزين معزوفة رثاء بها لحن الحرف يبكي من فراق ووداع.