تسيطر حالة من القلق الممزوج بالتحدي على مدينة القامشلي التي يسيطر عليها الأكراد في وقت تثير فيه التحولات السريعة في الحرب السورية تساؤلات حول مستقبل الحكم الذاتي للأكراد في شمال شرق البلاد. وشعر الصيدلي علي وليد بارتياح كبير هذا الأسبوع عندما وافقت تركيا على وقف توغلها في شمال شرق سورية الذي استهدف دفع المقاتلين الأكراد بعيداً عن حدودها. ولكن مثل كثير من الأكراد السوريين الآخرين في القامشلي يشعر وليد بالقلق من أن يحاول نظام بشار الأسد في دمشق إعادة فرض سيطرته على المناطق التي أقام فيها الأكراد السوريون حكماً ذاتياً. وقال وليد البالغ من العمر 40 عاماً: «اليوم تبدو الأمور أكثر استقراراً عن الأمس ولكن لا يمكن التكهن بما سيحدث في المستقبل... نأمل أن يكون الغد أفضل إن شاء الله». وأضاف وليد بينما كان يقف أمام صيدليته الصغيرة: «كان لدينا حكم ذاتي لكننا نخشى فقدانه إذا عاد النظام (السوري).. فهم لم يعترفوا أبداً بحكمنا». وشنت تركيا هجومها هذا الشهر بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القوات الأمريكية من شمال شرق سورية. وكان هدف أنقرة من الهجوم هو دحر وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية نظراً لعلاقاتها مع متمردين في الداخل التركي. ويرى أكراد سوريا أن الهجوم يمثل تهديداً للحكم الذاتي الذي أقاموه في شمال شرق سورية ذي الأغلبية الكردية خلال الحرب السورية المستمرة منذ ثماني سنوات.