بعد يومين من التوصل إلى وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سورية الديموقراطية (قسد) برعاية أمريكية، تبادل طرفا النزاع الاتهامات حول الخروقات على الشريط الحدودي. وقال الناطق باسم «قسد» كينو غابرييل، إن قواته في حالة الدفاع المشروع، متهما أنقرة بعدم الالتزام بالهدنة. فيما كشف مصدر في «قسد» أمس (السبت)، أن تركيا نفذت هجوماً على أكثر من 40 نقطة عسكرية في تل أبيض ورأس العين والمناطق المتاخمة لهما. وأضاف «في مدينة رأس العين هناك محاولات لفتح ممر آمن لإخراج الضحايا والمدنيين والجرحى، لكن الطائرات والمدفعية التركية لا تسمح لنا»، لافتا إلى أن منظمات إنسانية تريد الدخول للمدينة لكن القصف والطيران المدفعي لا يسمح لهم. وطالب مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري لإيقاف هذه المجزرة التي تحصل في مدينة رأس العين. بدورها، زعمت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن المسلحين الأكراد خرقوا وقف إطلاق النار 14 مرة خلال آخر 36 ساعة. وادعت في بيان أن القوات المسلحة التركية تلتزم بشكل كامل باتفاق المنطقة الآمنة. إلى ذلك، طالب مجلس سورية الديمقراطية أمس، الأممالمتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على تنفيذ الهدنة بعد مواصلة العدوان التركي على رأس العين. من جهة أخرى، قصف الطيران الروسي والتابع لجيش النظام قرية الركايا والكفير وبلدات حزارين وتل النار ومعرزيتا وكفرنبل وكفرسجنة، كما استهدف مخيما للنازحين في تفتناز بريف إدلب؛ ما أدى لمقتل شخصين وإصابة طفلين. تزامن ذلك مع غارات روسية على المحطة الحرارية في قرية زيزون والأحياء السكنية في قرية القرقور غربي مدينة حماة، بينما تعرضت قرية خربة الناقوس لقصف مدفعي من مواقع قوات الجيش السوري في معسكر جوين. وأفاد ناشطون محليون أن رتلا عسكريا تركيا يضم عربات مصفحة، دخل إدلب أمس عن طريق معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي. من جهة ثانية، يفضح الرئيس التركي رجب أردوغان بنفسه كل يوم التفاصيل الكافية لتوجيه اتهامات إليه بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية. فقد هدد أمس، في تصريحات علنية، بما سماه «سحق رؤوس» أكراد سورية. و فضحت صحيفة «التايمز» البريطانية استخدام نظام أردوغان أسلحة محرمة دوليا في قتل الأكراد. وأكدت في تقرير نشرته أمس، أن قصة الطفل الكردي محمد حميد (13 عاما)، الذي احترق جسده بمادة الفوسفور الأبيض ويصارع الموت حاليا، تكشف بالدليل القاطع جرائم الحرب التي ارتكبتها تركيا في رأس العين. وهو ما توصلت إليه منظمة العفو الدولية التي اتهمت (الجمعة) النظام ومليشياته بارتكاب جرائم حرب. ودفعت مأساة الطفل الكردي التي انتشرت على مواقع التواصل الأجنبية، إلى المطالبة بمحاكمة أردوغان على جرائم الحرب والتطهير العرقي ضد الأكراد. ونقلت الصحيفة عن مراسلها انتوني لويد، أن حالة الطفل أفزعت الطاقم الطبي جراء الحروق المروعة التي أصابت كامل جسده، ما يؤكد أن أنقرة تستخدم الفوسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد. وذكرت الصحيفة أن حميد كان يصرخ «أبي، أبي أوقفوا الحرق، أتوسل إليكم، أوقفوا الحرق!».