ناقش تجمع علمي طبي وأكاديمي نتائج المسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة في السعودية، عقد أمس (الأحد) بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، كأحد أهم البرامج الوطنية التي تبناها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة. وأكد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتجمع الدكتور ماجد الفياض، أهمية مثل هذه الأبحاث والدراسات العلمية الوطنية التي من شأنها أن تضع خارطة طريق لبناء الخطط الإستراتيجية لتقديم الرعاية الصحية في أعلى مستوياتها. وأوضحت الدراسة البحثية في نتائجها النهائية مقاربتها للمعدلات العالمية، حيث تبين أن 34% من السعوديين والسعوديات تعرضوا للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية في مرحلة ما من حياتهم، فيما تعرض 40% من فئة الشباب السعودي لإصابة باضطرابات نفسية في مرحلة ما من حياتهم. وبحسب الدراسة، جاء انتشار اضطراب الاكتئاب عند النساء بنسبة 8.9%، ليصبح أكثر من ضعفي النسبة عند الرجال حيث بلغ 3.1%، بينما بلغ معدل انتشار اضطراب ثنائي القطب لدى الرجال 4%، فيما بلغ لدى النساء 2.7%.وبيّنت الدراسة التي استغرقت نحو 3 سنوات أن أكثر الحالات النفسية انتشاراً في المملكة اضطراب القلق من الانفصال بنسبة 11.9%، ويأتي ثانياً اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بنسبة 7.9%، ثم في المرتبة الثالثة اضطراب اكتئابي كبير بنسبة 6%. واستهدفت الدراسة 4004 أفراد من الذكور والإناث ما بين 15 - 65 سنة، عينة علمية نموذجية من الرجال والنساء السعوديين من شتى أنحاء المملكة باستخدام أداة المسح (CIDI 3.0)، التي تم تطويرها من قبل جامعة هارفارد لغرض المسح العالمي للصحة النفسية، كما قام على تطويرها فريق سعودي من الأطباء النفسيين والمترجمين المعتمدين، وراجعها مجموعة من الخبراء في الصحة النفسية للتأكد من دقتها وفق الضوابط العلمية. وأشارت الاستاذ الزائرفي كلية الطب في جامعة هارفرد والباحث الرئيسي لمشروع البرنامج الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة، مديرة قسم الوبائيات بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتورة ياسمين التويجري، أنه تم توظيف أعلى معايير مراقبة الجودة والنوعية لبيانات المسح وأحدثها، لضمان الاعتمادية عليها، لافتةً إلى أن المشروع حاز على تقدير خاص من جامعة ميتشيغان لنجاحه في تطبيق جميع أساليب مراقبة الجودة بطريقة مميزة ومتفوقة، حيث اجتاز المعايير الدولية. وحظي المشروع الوطني للصحة النفسية بدعم العديد من الجهات كوزارة الصحة، وجامعة الملك سعود، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى الهيئة العامة للإحصاء. كما جرى التعاون دوليّاً مع منظمة الصحة العالمية، وجامعة هارفارد، وجامعة ميتشيغان، وتم دعم المشروع عبر مِنَح متعددة من شركة سابك، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة أبراج. يُشار إلى أن التجمع العلمي تم ربطه ببث حي مباشر مع الدكتور رونالد كسلر من جامعة هارفرد والدكتورة زينه منيمنيه من جامعة ميتشيغان، وحضره نخبة من الباحثين والعلماء والأخصائيين النفسيين من قطاعات صحية مختلفة.