لم نفاجأ كثيرا بتماهي النظام القطري مع نظام أردوغان في العدوان الغاشم الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سورية، الذي أدانه العالم بأشد العبارات، واعتبره المجتمع الدولي انتهاكاً صارخاً لميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي والأعراف الدولية، وخرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وعلاقات حُسن الجوار، فضلا عن كونه تطورا خطيرا للأمن القومي العربي، واستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين. بيد أن تناغم الموقف القطري مع التركي يؤكد المؤكد من جديد ويجسد طبيعة تحالف الشر التي تجمع الدوحةبأنقرة، ويجسد الانبطاح القطري، وأن سياساتها الخارجية تدار بالريموت كونترول من أنقرة. ورغم توالي الإدانات العربية والغربية للعدوان التركي على الأراضي السورية إلا أن الدوحة فضلت كعادتها التغريد خارج السرب والارتماء في الحضن الإخواني التركي، والوقوف إلى جانب نظام يسعى لتنفيذ أجندة توسعية «خبيثة» في المنطقة، لأن نظام الحمدين باع عروبته ووطنيته لنظام الإخونج التركي، باعتباره حارس نظام الحمدين، وحامي تميم ومرتزقته. إن خروج النظام القطري عن الإجماع العربي الذي وصف العدوان بالاعتداء الصارخ على سيادة الأراضي السورية غير مستغرب، ولم يكن الموقف الأول للدوحة التي أعلنت دعمها للعدوان التركي في شمال شرق سورية من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه تميم بن حمد برجب طيب أردوغان. وضرب النظام القطري القوانين الدولية كعادته بعرض الحائط، ولم يراع الموقف القطري كذلك موقف الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية التي أكدت أن ما تقوم به تركيا انتهاك للقانون الدولي، وتعدٍّ صارخ على سيادة الدول. لقد تحرك العالم تجاه النظام التركي وفق أطر القانون الدولي، دعما لاستقرار سورية وسيادتها ووحدة أراضيها، ووضع مصالح الشعب السوري العربي الأصيل فوق أي اعتبار رغم الاختلاف مع نظام بشار، واعتبار ما جرى يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي، وللشعب السوري الشقيق. ومن المؤكد أن وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في القاهرة اليوم (السبت) سيتخذون موقفا صارما ضد الاعتداء التركي على الأراضي السورية، وسيؤكدون أن الاعتداء على دولة عربية ذات سيادة وعضوا بالجامعة هو اعتداء على جميع الدول، وعلى النظام التركي عدم استغلال الظروف التي يمر بها الشعب السوري لتحقيق أهداف تركية ذاتية تتنافى مع قواعد القانون الدولي. إنه عصر الاصطفاف العربي ضد النظام التركي ضد العدوان على الأراضي السورية.. لقد تفنن النظام القطري في الانبطاح.. وقدم النظام التركي أنموذجا عاليا في الانحطاط السياسي.. وأردوغان وتميم.. أنموذجا فريدا لذلك.