الحمد لله على قدره وقضائه، اللهم أجرنا في مصابنا الجلل باحتراق محطة القطار بجدة، واخلف لنا خيرا، ولست هنا بصدد التحدث عن الفساد وأسباب الحريق ومن المسؤول عن ذلك، فكل ذلك متروك لجهات الاختصاص، ولكني أود طرح العديد من المواضيع التي قد تكون دروسا لنا لكي لا تكرر الحادثة، حمى الله بلادنا ومنشآتنا من كل خطر. وأقترح القيام بعمل مراجعة شاملة للمحطات المشابهة لمحطة جدة، والتأكد من توفر إجراءات السلامة بها، ووضع المادة المصنوع من سقف المحطة، وإمكانية استبدالها أو معالجتها بمواد تخفف من قابليتها للاشتعال، وإنشاء مركز للدفاع المدني في كل محطة، أو مركز حيوي، وعمل اختبارات للمشاريع الجديدة «تحت التسليم»، مثل مطار الملك عبدالعزيز بجدة الجديد، وعمل فرضيات طوارئ للتأكد من إجراءات السلامة. وكذلك عمل مسار مباشر عند كل محطة بحيث يكون هناك خيار للقطار أن يقف في المحطة أو يستمر في مساره دون التوقف فيها، ولو كان هذا المسار موجودا بمحطة القطار لما تعطل نهائيا، بحيث يسير القطار من محطة المطار مباشرة لمكة المكرمة. وأقترح إجراء دراسات عن إمكانية عمل تأمين للمباني والمرافق الحكومية أو على الأقل المرافق الخدمية. وعدم الاستعجال في افتتاح المرافق بصفة تجريبية، وأن يتم الافتتاح بعد استكمال مرحلة التسليم والاستلام بين الجهة المنفذة والجهة المشغلة، بحضور عدد من الجهات ذات العلاقة مثل الدفاع المدني وغيره، وإعادة النظر في آليات اختيار الشركات وطرح المناقصات، وعدم السماح لمقاولين من الباطن. وختاما، أرجو من الله أن يحفظ بلادنا ويقيها من الشرور والفتن. [email protected]