نجحت وزارة الشؤون البلدية والقروية -ممثلة في الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية- في تطوير خطة تشغيل قطار المشاعر، وتحقيق أفضل استفادة من إمكانات هذا المشروع الضخم في نقل 360 ألف حاج، بين مشاعر منى ومزدلفة وعرفات، وتخفييف الضغط على شبكة الطرق، التي تُستخدم لتفويج الحجاج باستخدام المركبات والحافلات. وتجلّى نجاح خطة تشغيل قطار المشاعر في حج هذا العام، في دقة الجداول الزمنية لتفويج الحجاج من مخيماتهم إلى محطات القطار، وانتظام جدول الرحلات من جميع المحطات، بالإضافة إلى تفعيل إجراءات مراقبة الحجاج مستخدمي القطار، والتأكد من صلاحية وسلامة التذاكر الخاصة بالركوب في كل محطة، ومنع الحجاج غير النظاميين من الدخول إلى المحطات، أو إشغال طرق الوصول إليها.
فضلاً عن التنسيق الكبير في تنفيذ خطة تشغيل قطار المشاعر بين الشركة المشغّلة، ووزارة الحج، ومؤسسات الطوافة، والأمن العام، والدفاع المدني؛ للتعامل مع أي مشكلات طارئة؛ حيث لم يتم تسجيل أو رصد أي معوقات في تشغيل القطار منذ انطلاق أولى رحلاته في حج هذا العام.
وضاعف من نجاح خطة تشغيل مشروع قطار المشاعر في حج هذا العام، تكامل مرافق المشروع وتطبيق أرقى المواصفات والمعايير في جميع إجراءات تشغيله وصيانته.
ويسير قطار المشاعر منذ بدء تشغيله في حج عام 1431ه على مسار مرتفع عن الأرض تم إنشاؤه بأرقى المواصفات على أعمدة خرسانية في الجزيرة الوسطى للطريق؛ بهدف تقليص المساحات التي يحتاجها المشروع، ويربط الخط الجنوبي للقطار مشاعر عرفات ومزدلفة ومنى بمسار طوله 20 كم تقريباً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار أكثر من 80 ألف حاج كل ساعة؛ بينما تتراوح سرعة القطار من 80 إلى 120 كم في الساعة.
ويمكن لقطار المشاعر نقل أكثر من 3500 حاج في كل رحلة؛ حيث يتكون كل قطار من القطارات المستخدمة في المشروع من 12 عربة، بالإضافة إلى عربتين من الجهة الأمامية والخلفية لتشغيل القطار؛ بحيث يستطيع السير في الاتجاهين دون الحاجة إلى تعديل القاطرة، ويبلغ طول القطار 300 متر؛ مما يجعله من أطول القطارات في العالم؛ بينما يبلغ طول كل عربة من العربات 25 متراً، وجميع العربات مكيفة ومجهّزة بكل ما يلزم لراحة الحجاج، وتحتوي كل عربة على 5 أبواب لصعود ونزول الحجاج بيسر وسهولة، ودون أي زحام أو تكدس؛ بما يعني أن القطار به 60 باباً في كل جهة، ويعمل القطار بالكهرباء، دون سائق، باستخدام أنظمة آلية للتشغيل، يتم التحكم فيها من خلال مركز التشغيل والمراقبة، الذي يمثل القلب النابض للمشروع. وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى للقطار أكثر من نصف مليون حاج، يمكن نقلهم خلال موسم الحج؛ حيث لا يتجاوز زمن الرحلة الواحدة لكل قطار بين منى ومزدلفة وعرفات سوى بضعة دقائق.
وحرصت وزارة الشؤون البلدية والقروية على توفير كل وسائل الراحة لمستخدمي القطار في محطاته التسعة بمنى ومزدلفة وعرفات، بواقع 3 محطات في كل مشعر؛ بما في ذلك المصاعد الكهربائية التي يتسع كل منها لأكثر من 50 حاجاً، وكذلك السلالم الكهربائية التي تُستخدم لإيصال الحاج إلى أرصفة ركوب القطار.
وكل محطة مجهزة بسبعة مسارات لدخول الحجاج، وبوابات إلكترونية لضبط تفويج الحجاج إلى المحطات، وتقنية الاستشعار عن بُعد في التعرف على حاملي التذاكر.
ويضم مشروع القطار ضمن مكوناته: محطة لتوليد الكهرباء، وورشتين لأعمال الصيانة الخفيفة والثقيلة، ومستودعات لقطع الغيار، ومحطة لغسيل وتنظيف القطارات، وسكناً للعاملين في المشروع، بالإضافة إلى المباني الإدارية والخدمات المساندة، جميع هذه المرافق والمنشآت مجهزة بكل وسائل السلامة بما فيها أنظمة الإنذار والإطفاء.