شنت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية هجوما على رئيس النظام التركي رجب أردوغان، واتهمته ب«التناقض» في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. وقالت الصحيفة في تقرير موسع نشرته أمس، إن أنقرة التي رحبت باللاجئين غيّرت نهجها أخيرا وأجبرت الآلاف على العودة إلى بلدهم الذي لا يزال يشهد قصفاً وقتلاً وتهجيراً. وكشفت مديرة مكتب الصحيفة في إسطنبول كارلوتا غال طريقة نقل العديد من اللاجئين إلى الحدود مع سورية في حافلات بيضاء ترافقها سيارات للشرطة. ويريد أردوغان حلاً جذرياً وهو إعادة توطين اللاجئين في مجموعة من الأراضي السورية، تقع تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وحلفائها الأكراد، وإذا لم يحدث ذلك، فإنه يهدد بإرسال طوفان من المهاجرين إلى أوروبا. وحسب التحقيق، فإن أردوغان غير فكرته عن المنطقة العازلة على طول الحدود التركية مع سورية، بحيث تصبح المنطقة ملجأ للسوريين الفارين من الحرب، بعدما كانت لإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية، كما تغيرت معاملة السلطات التركية تجاه السوريين الموجودين على أراضيها. يذكر أن الاتحاد الأوروبي منح تركيا نحو 6.7 مليار دولار منذ عام 2015 للمساعدة في السيطرة على تدفق المهاجرين. لكن تركيا، التي منحت الملاذ إلى 3.6 مليون سوري، تقول إن مشكلة المهاجرين تتزايد باطراد. واعتبرت «نيويورك تايمز» أنه «كان يتم الإشارة إلى أردوغان باعتباره بطلاً للاجئين السوريين، ولكن تأتي سياسته الأكثر صرامة تجاههم بعد أن عانى حزبه من هزيمة مذلة في انتخابات بلدية إسطنبول في يونيو، ونظراً لركود عميق، أدى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم إلى إثارة المشاعر المعادية للاجئي سورية بين الأتراك». ولفتت الصحيفة إلى الإجراءات الصارمة التي تتخذ ضد السوريين، الذين يعملون بشكل غير قانوني، أو دون أوراق إقامة في تركيا، ويتم فرض غرامة على أصحاب العمل وإجبار المصانع وورش العمل على الإغلاق. وأصبحت وسائل الإعلام الموالية للحكومة أكثر انتقاداً للسوريين، ويرفع أصحاب العقارات إيجاراتهم، وتعج وسائل الإعلام الاجتماعية بالتعليقات المناهضة لسورية. وحسب ما نقلت الصحيفة، فإنه «بالنسبة للسوريين الذين يعيشون في تركيا، بعد التحول في السياسة والمواقف، فإنهم يشعرون بصدمة مؤلمة. يقول مهند غباش، وهو ناشط يعمل في منظمة غير حكومية في مدينة غازي عنتاب الجنوبية، بالقرب من الحدود السورية: إنها كارثة للشعب السوري».