غيب الموت أمس (الجمعة) رئيس زيمبابوي السابق روبرت موجابي، عن عمر 95 عاماً (مواليد 1924)، بعد صراع مع المرض. وقاد موجابي زيمبابوي إلى الاستقلال عام 1980 وسحق خصومه خلال ما يقرب من 4 عقود من الحكم انزلقت خلالها البلاد إلى الفقر والاضطرابات. وتوفي موجابي في سنغافورة، حيث كان يتلقى العلاج في السنوات الماضية. وكان مسؤولون يشيرون إلى أنه يعالج من إعتام في عدسة العين، ونفوا مرارا تقارير عن إصابته بسرطان البروستاتا. وكان موجابي أحد أكثر الشخصيات استقطابا في تاريخ قارة أفريقيا، وأحد عمالقة الكفاح ضد الاستعمار في القارة، لكن حكمه انتهى نهاية مشينة حينما أطاح به الجيش عام 2017. وقال رئيس زيمبابوي إمرسون منانجاجوا على تويتر «أُعلن ببالغ الحزن وفاة الأب المؤسس والرئيس السابق لزيمبابوي الرفيق روبرت موجابي». وانهالت التعازي من الزعماء الأفارقة، فبعثت حكومة جنوب أفريقيا بتعازيها في وفاة «مقاتل لا يعرف الخوف من أجل التحرير في عموم أفريقيا». ونعى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا «رجلا شجاعا لم يخش قط من القتال من أجل ما كان يؤمن به حتى لو لم يحظ هذا الأمر بشعبية». وقال المعارض ديفيد كولتارت «لقد كان أحد عمالقة المشهد في زيمبابوي وسيكون إرثه الإيجابي الدائم هو دوره في إنهاء حكم الأقلية البيضاء وتوسيع نطاق التعليم الجيد ليشمل جميع الزيمبابويين». وأصبح موجابي أحد أبطال التحرير في أفريقيا ونصيرا للمصالحة العرقية عندما تولى السلطة في بلد تسوده الانقسامات بسبب الاستعمار الأبيض الذي استمر نحو 100 عام. وُلد موجابي في 21 فبراير 1924 في إرسالية للروم الكاثوليك بالقرب من هاراري، وتلقى تعليمه على يد قساوسة يسوعيين، وعمل مدرسا في مدرسة ابتدائية قبل أن يلتحق بجامعة فورت هير بجنوب أفريقيا التي كانت حينها تربة خصبة للنزعة القومية الأفريقية. وبعد عودته إلى روديسيا (الاسم السابق لزيمبابوي) في عام 1960 دخل عالم السياسة وسُجن بعد 4 سنوات لمدة 10 أعوام لمعارضته حكم البيض. وعندما توفي ابنه الرضيع بسبب الملاريا في غانا عام 1966، مُنع موجابي من الحصول على إفراج مشروط لحضور الجنازة، وهو قرار يقول مؤرخون إنه زاد من شعور موجابي بالمرارة. وبعد الإفراج عنه صعد إلى قمة حركة حرب العصابات التابعة لجيش التحرير الوطني الأفريقي في زيمبابوي، ليصبح رئيسا للوزراء، ثم رئيسا للبلاد بعد الحرب.