مع كل قرار جديد يتعلق بالمرأة السعودية، تنشط عواصف المعارضين «قليلي الحيلة» في قنوات التواصل الاجتماعي، ليمارسوا دورهم المعروف في كل مرة وهو الصراخ والعويل الذي لا يجدي ولا يفيد. وفي كل مرة تتأكد، بل وتجزم أن مثل هؤلاء لا تهمهم المرأة بقدر ما تهمهم المحافظة على عقدهم وأوهامهم التي سكنت عقولهم، وأيضاً المحافظة على آخر شعرة ضعيفة كانت تربط بينهم وبين من كن مقيدات في سجون معتقداتهم. ولعل القرار الأخير المتعلق بالتعديل في نظام وثائق السفر الخاص بالمرأة شكل صدمةً كبيرة بالنسبة لهم، فكيف لمن اعتاد أن يضيق الخناق على من هن تحت وصايته وسلطته أن يرخيه! وكم ستكون عواقب هذه التغيرات وخيمة عليهم وعلى المجتمع كما يعتقدون ويظنون! البيوت التي تبنى على التوازن والوسطية لا يخرج من أبوابها إلا أشخاص متوازنون قادرون على التكيف مع كل الأحوال المحيطة بهم.. إلا في حالات نادرة يحدث العكس، وأما البيوت التي تبنى على التشدد أو الانفلات فكثيراً ما تفقد زمام أمورها رغم حرصها الشديد، إلا أنها تُصدر للمجتمع قنابل قابلة للانفجار وتقذف بها بين أفراده.. وما نشاهده من حالات الهروب والتجاوزات لدى بعض النساء والفتيات لم يأتِ إلا من بيوت تطرفت في انفتاحها أو في تشددها. وبعد أن استردت المرأة السعودية مجمل حقوقها كان لزاماً علينا أن نشكر عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الجهود التي قدمها لتمكين المرأة ثم نشكر كل رجل سعودي آمن بزوجته وابنته وأخته.. وثق بها وبقدراتها ثم منحها حرية اتخاذ قرارات حياتها دون أن يطوقها بطوق الوصاية الخانق.. شكراً لكل رجل تحمل ضغوط المجتمع، وتحمل كل تلك الخناجر التي كانت تطعن في رجولته لمجرد أنه آمن بقدرات امرأة كان ولا زال يضمها تحت جناحه الآمن لا تحت «وصايته».