ما الذي أنجزته خلال هذا العام؟ وما الذي سأنجزه خلال العام القادم؟ هذا السؤالان يجب أن يسألهما كل شخص فينا لنفسه في هذه الأيام القلائل التي تفصلنا عن نهاية هذا العام وبداية العام الجديد. قد يكون السؤال الأول سهلاً، فعودة سريعة بالذاكرة تجعلنا نحسب ما حققنا من إنجازات قد يكون للحظ فيها دور كبير وما أضعنا من فرص بسبب الإهمال أو عدم التخطيط، ولكن السؤال الثاني وإن بدا سهلاً للوهلة الأولى إلا أنه يحتاج إلى إرادة قوية ومجهود أقوى للإجابة عليه وتحقيقه، فكل إنسان يستطيع أن يحلم ويتمنى، ولكن المثابرين هم الوحيدون القادرون بعد توفيق الله على تحويل أحلامهم وأمنياتهم إلى واقع، وسأتحدث في الأسطر القادمة عن بعض الأمور التي قد تساعد في الإجابة عليه. في البداية لا يمكن لأي إنسان تحقيق النجاح ما لم تكن لديه رؤية واضحة لمستقبله، لذلك يجب علينا تحديد رؤيتنا المستقبلية وما نطمح لإنجازه بشكل واضح ونجعلها ملازمة لنا بحيث تمنعنا من التراخي وتدفعنا لبذل المزيد من الجهد. وبعد تحديد الرؤية نبدأ في وضع الأهداف التي تساعدنا على تحقيق هذه الرؤية وأن تكون هذه الأهداف من النوع الذكي بحيث تكون محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة برؤيتنا ومحددة زمنياً. ولكي تتحول هذه الرؤية وأهدافها إلى واقع ملموس فإننا نحتاج إلى خطة تنفيذية لتطبيقها ويجب أن تراعي هذه الخطة قدراتنا وإمكاناتنا وكيفية تطويرها كما ينبغي أن تراعي نقاط ضعفنا وسلبياتنا وكيفية التغلب عليها مع مراعاة الفرص والمخاطر المتوقعة ووضع الخطط البديلة لاغتنام الفرص وتجنُّب المخاطر. وبعد وضع الخطة والبدء في تنفيذها يجب علينا متابعتها بشكل دوري إما شهرياً أو كل ثلاثة أشهر لتقييم الإنجاز وتجاوز العقبات. اخيراً يجب علينا بعد التوكل على الله أن نتسلَّح بالإرادة القوية والهمة العالية وأن نستفيد من كل الوسائل المساعدة لتحقيق النجاح كتنظيم الوقت وأسلوب «Seven minutes» لإنجاز الأعمال وقوائم المهام «To-Do-List» وأن يكون شعارنا للعام الجديد «عام التميُّز والإبداع والإنجاز والنجاح».