بمتابعة وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، يسارع الحجاج الخطى اليوم (السبت) لحجز مكان لهم قرب جبل الرحمة، بمشعر عرفات، لأداء الركن الأعظم في الحج، وسط منظومة أمنية وخدمات متكاملة. وبشوق ودموع، وعشم المغفرة، يتوجه ضيوف الرحمن إلى عرفات، رافعين أكف الضراعة لله، داعين بما يشاؤون للتسهيل في الدنيا والنعيم في الآخرة، بعدما اكتمل وصول مواكب ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وقضى ضيوف الرحمن يوم التروية في منى وباتوا فيها، إذ وفّرت لهم كل التسهيلات وذللت أمامهم كل العقبات، وتهيأت سبل الراحة التي تضمن أداءهم المناسك بيسر وسلاسة، وسط متابعة من القيادة، إذ أنهى الحجاج يوم التروية بانسيابية ومرونة. ومع بزوغ فجر السبت توجه أكثر من مليوني حاج، من 163 جنسية وجاءوا من مختلف دول العالم، لأداء الركن الأعظم في الحج بثيابهم البيضاء، في واحد من أضخم التجمعات البشرية، ثم ينفرون بعد غروب الشمس إلى مزدلفة للمبيت هناك، ثم يعودون إلى منى صبيحة اليوم ال10 لرمي جمرة العقبة والنحر ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ورفعت قوات الدفاع المدني بعرفة جاهزيتها، وأعلنت تسخير كافة إمكاناتها البشرية والآلية للحفاظ على سلامة الحجاج يوم ال9 من ذي الحجة من كافة المخاطر المحتملة عبر نشر فرق المسح الوقائي لمتابعة جميع الأعمال الإنشائية والكهربائية بالخيام وتفقد المخارج والممرات، إلى جانب تحديد مواقع الإشراف الوقائي لتغطي جميع مربعات مشعر عرفة، وتأمين أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج. وأكد قائد قوات الدفاع المدني بمشعر عرفة العميد تركي بن خويتم المطيري جاهزية قوات الدفاع المدني للتعامل مع الحشود المليونية بمشعر عرفة من خلال دراسة وتحليل ومعرفة كل المخاطر المحتملة وتحديد الطريقة المثالية للتعامل معها، موضحاً أنه جرى تأهيل منسوبي الدفاع المدني بمشعر عرفة لمباشرة جميع الحوادث المحتملة. فيما أعلنت وزارة الصحة جاهزية 4 مستشفيات في مشعر عرفات، هي: الرحمة، عرفات العام، نمرة وشرق عرفات، بسعة 1316 سريرا، كما وفرت 46 مركزا صحيا في عرفات، كما جهزت الصحة للعام الثاني على التوالي مستشفى ميدانيا متنقلا بالمشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن، إذ يوجد بعرفات شمال مسجد نمرة وفي مناطق الاحتياج، ويضم طاقماً طبياً من استشاريين وأطباء وممرضين، ويحتوي على 11 سريراً، منها سريران عناية مركّزة، و4 أسرة للتنويم، و5 كراسي للرعاية الطبية، كما يحتوي على تجهيز عالٍ. ويضم المستشفى المتنقل عدداً من أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة صدمات القلب، ويقدم خدمة عناية مركزة للحالات الحرجة، إضافة إلى الخدمات الطارئة، ويحتوي على أوكسجين مركزي، وعدد من أجهزة الضغط والسكر وقياس الحرارة لتقديم خدمة طبية متكاملة. وأكدت الصحة أن هذا الوجود المكثف والجهود الحثيثة التي تبذلها تأتي لتوفير أفضل الخدمات وأسرعها لحجاج بيت الله الحرام لتعينهم بعد الله على إتمام حجهم.