الإنكار وحالاته ديدن من لا يستطيع تقبل بعض من وقائع الواقع، وهو آلية دفاعية نفسية، كما شخصها فرويد، عندما يواجه الشخص الحقائق التي لا تعجبه أو لا تروق له فيقوم بإنكارها في حالة ملتبسة. في تتابع سريع ومُلهم لإصلاحات، غير مسبوقة، في المملكة العربية السعودية شملت المرأة عامة والمرأة السعودية بصفة خاصة من حمايتها إلى تعزيز حقوقها، وأمام حقائق لا تحجب بغربال، كُثرت حالات الإنكار الذي تمادى إلى مستوى التعالي وادعاء المعرفة، حتى وصل إلى أن كل قانون وأمر ملكي نافذ سيكون فيه (قولان)! فيثير بذلك بلبلة وخزعبلات صدرت مع إنكاره. هذا النوع من الآلية الدفاعية لمسناها عند صدور أمر رفع الحظر عن قيادة المرأة السيارة، فقيل: من يقود السيارات من النساء غير سعوديات، كذلك عند السماح بفتح دور للسينما فقيل: لا أحد يذهب إليها. واليوم ونحن نحتفل باستقلالية المرأة السعودية في العهد الزاهر الميمون لها، حيث خرجت حالات إنكار من الداخل تتطلب التريث، فالأمر ليس كما يبدو، أو حالات من الخارج فيها من تأليب الرأي العام وعدم تصديق الشيء الكثير، فترد أسباب تمكين المرأة واستقلاليتها إلى شح الوظائف، مثلا! (حالة الإنكار) من أكبر العيوب التي تصيب التفكير والعقل، لأنها تقوم بالدفاع عن ما في ذهنية المصاب.. دفاعا عاطفيا لا منطقيا. مع التحول وزمن الإصلاح هناك نصيحة للعدو قبل الصديق.. إن لم يعجبك شيئا أو يلائم أجندتك أو حياتك (اصمت). هنا سيكون الصمت من ذهب. لا تثرثر وتهرف بما لا تعرف، لأن الظاهرة الصوتية باتت مكتوبة ومسجلة في تويتر والواتساب والفيسبوك. احفظ ماء وجهك أيها المُنْكِر المرتاع.. وأنت أيها المُنكر المتفذلك، فالإنكار، حسب التشخيص النفسي، حالة مرضية تستوجب الوقوف مع النفس، وتقبل الحقائق حتى لو لم تعجبك.. كي لا يتطور الأمر معك إلى نوع من الفصام المزمن. * كاتبة سعودية