ينتخب أعضاء البرلمان العربي للطفل غداً (الأربعاء) رئيسهم في الجلسة الثانية التي تعقد بمقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، كما تشهد الجلسة انتخاب نائبين للرئيس، بالإضافة إلى اللجان الدائمة، وتجري تحت القبة البرلمانية مناقشات لموضوعات عديدة في عالم الطفولة. وكان قد سبق موعد انعقاد الجلسة تنظيم برنامج تدريبي تضمن عدة ورش عملية تناولت موضوعات مختلفة في عالم الطفولة والمستقبل، لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من قِبل أعضاء البرلمان الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم للأمانة العامة، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين. وذكر الأمين العام للبرلمان العربي للطفل أيمن عثمان الباروت، أن البرنامج التدريبي الذي استمر لمدة ثلاثة أيام جاء بهدف إكساب الأعضاء المعارف وتحفيزهم على المزيد من التفاعل والتفكير والنقاش، بما يسهم في الاستمرار بتأهيلهم للحياة البرلمانية، وتأدية أدوارهم تحت قبة برلمانهم، ومناقشة مختلف القضايا التي تخص الطفولة بأساليب منهجية، من أجل الوصول إلى حالة برلمانية ثقافية تبدأ مع الطفولة وتستمر إلى آفاق بلا حدود، بالإضافة إلى تزويدهم بمختلف المهارات والخبرات اللازمة التي تمكنهم من مناقشة قضايا الطفولة. ولفت إلى أن الدورات والورش التأهيلية ومختلف محاورها وما تهدف إليه، هدفت إلى المساهمة في تأهيل الأعضاء في مختلف النواحي البرلمانية، فضلاً عن بناء شخصيتهم ومهاراتهم المتنوعة في إطار خطة البرلمان العربي للطفل لبناء شخصية الأعضاء ليكونوا قيادات مجتمعهم ومستقبلهم الواعد. وأشاد الأمين العام للبرلمان العربي للطفل بمستوى تفاعل الأعضاء مع الورش، وأعرب عن تقديره لجهود مؤسسة ربع قرن ودورها في الورش التي شكلت مادة مهمة للأعضاء، حيث لاقت كل الورش تفاعلاً حيوياً كبيراً من أعضاء البرلمان العربي للطفل. وأضاف: «إن العمل البرلماني مع الطفل يؤسس اليوم ويحصد النتائج غداً، فأطفال اليوم هم قادة المجتمع في المستقبل، وقد خصص البرلمان العربي للطفل وفقاً للائحته الداخلية 4 أعضاء لكل دولة عربية، بغض النظر عن حجم الدولة وإمكانياتها وظروفها وأحوالها، فالدولة عضو في الجامعة العربية، وعليه من حقها، بل من واجبها أن تكون ممثلة وحاضرة في البرلمان، الذي يعتبر أحدث مؤسسة تابعة للجامعة العربية، حيث ترشح كل دولة عربية أربعة من أطفالها من خلال البرلمان الموجود في حالة وجوده، أو من خلال مؤسسات أخرى معنية بالطفل كوزارة التربية والتعليم، وغيرها من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية، والتواصل رسمياً مع تلك الجهات والمؤسسات يكون من خلال جامعة الدول العربية». وتابع: «يأتي البرلمان العربي للطفل ليعمل على ترسيخ وتثبيت ثقافة جديدة تبدأ مع الطفولة، فالطفل هو عماد المستقبل والقائد الذي سيبني ما يليق به، وهو الحاضر في مشهد الغد في كل مفاصل وعناوين المجتمع والدولة، وهو الذي نعول عليه اليوم ليكون غداً حيث يجب أن يكون». وأوضح الباروت أن العملية الديموقراطية والشفافة التي سيتم من خلالها انتخاب رئيس البرلمان العربي للطفل ونائبيه تعني الكثير، خصوصاً أنها تعكس مدى جدية الأطفال في التفاعل والنقاش والجدل، وطرح الأفكار والمقترحات والمبادرات التي تبدأ ولا تتوقف، وتؤكد على تلك الثقة الكبيرة بالأطفال العرب وبرلمانهم كمظلة يتفيأ في ظلها الجميع، وتساهم في حماية الطفولة اليوم وغداً، والارتقاء بتنشئتهم ووعيهم وإدراكهم، والتطلع إلى مستقبل حافل بالثقة والنقاش المستند إلى أسس متينة لمصلحة الأطفال. إلى ذلك، تناول البرنامج التدريبي في اليوم الأول ورشة مهارات البحث العلمي، بالتعاون مع مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، حيث قدَّم مدير عام مجموعة أي تي أس العالمية الدكتور رامي شاهين، الورشة في مقر سجايا فتيات الشارقة، وعرض خلال الورشة كيفية تعلم واكتساب مهارات أدوات البحث العلمي، وتطرق إلى القواعد الأساسية وأفضل الممارسات في مجال إعدادها، بما في ذلك طرق جمع المعلومات وتوثيقها وتحليلها، وكيفية الاستنتاج والنقد العلمي. في حين تضمن البرنامج في يومه الثاني حزمة من المهارات المتنوعة التي تساعد الفرد في كيفية العمل الجماعي، وكيفية قيادة الفريق، ومهارات التواصل الفعّال، بالإضافة إلى مهارات الإبداع والابتكار، بما يسهم في مساعدة المتدربين في صقل مهاراتهم الشخصية، بحيث يكونوا أكثر استعداداً للمستقبل. بينما جاء اليوم الثالث مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، حيث قام الوفد البرلماني بجولة ميدانية للتعرف على البرامج التدريبية لدورة أصدقاء الشرطة، ومدى الاستفادة التي يكتسبها الطالب خلال الدورة، كما حظي أعضاء البرلمان بورش تدريبية في ناشئة الشارقة.