شكا خريجون في تخصص السياحة والآثار ل«عكاظ» عدم وجود جهات تقبل شهاداتهم للتوظيف برغم عشرات الوعود التي ألقيت عليهم من جهات عدة ما اضطر بعضهم للعمل في شركات بشهادة الثانوية فيما اختار آخرون العودة لدراسة الدبلوم والقبول بوظائف متدنية الرواتب لا تتناسب مع مؤهلاتهم الجامعية. ويقول ناصر حسين الحازمي أحد خريجي قسم السياحة من كلية الآداب بمجمع الكلية في أبوعريش التابعة لجامعة جازان إنه وزملاءه يعانون من البطالة وقلة فرصة العمل ما أصابهم بالإحباط، «نأسف على شبان وفتيات مرّت سنوات وهم يعانون من شبح البطالة، يبحثون عن شواغر بعيدة كلّ البعد عن طبيعة دراستهم ومؤهلاتهم الجامعيّة، وبرواتب قليلة، ومجالات لا تتناسب مع مستوياتهم».. ويضيف الحازمي أن حجم القطاعات الحكومية والشواغر لا تتناسب مع أعداد خريجي السياحة ويتفق معه حسن المالكي الخريج من قسم السياحة بأبوعريش بأنه اختار السياحة والآثار لأنه قسم جديد ولما ظل يسمعه عن المستقبل السياحي بالمملكة إلى جانب وعود أعضاء هيئه التدريس بالجامعة بأن التخصص سيكون من أول التخصصات المرغوبة في الوظائف. «اجتهدت وأكملت الدراسة على أمل الحصول على وظيفة وفوجئت بعد التخرج بشهر بأن لايوجد أي مجال لتخصصي في الوظائف.. وتقدمت لهيئة السياحة والتراث بلا طائل» ويتابع المالكي أنه تقدم لمعهد للضيافة والسياحة في جازان ووصفه البعض بالجنون، كيف يعود لدراسة الدبلوم بعد الحصول على البكالوريوس، والآن باشر عمله بشهادة الدبلوم موظفا بأحد فنادق جدة براتب 4900 ريال. ولا تختلف حالة الخريج يحيى عطيف عن زميليه ويقول إن مشكلته مع تخصص السياحة بدأت منذ أول يوم تخرج إذ تبين أن التخصص ليس له أي قبول في أي جهة حكومية. «ذهبت للتقديم على الوزارات المعنية في تخصصنا، وصدمت لعدم وجود قبول لتخصصي حتى في الهيئة العامة للسياحة.. قالوا لنا تخصصكم غير مطلوب والآن أمضيت ست سنوات لم أقبل في أي مفاضله. وانتهى بي المطاف للعمل في شركة بشهادة الثانوية العامة والغريب أن التخصص ما زال يدرس في الجامعة»، أما عادل حسن مباركي المتخرج قبل ست سنوات فيقول إن أحلامه تبخرت وتساءل عن سر غياب التنسيق بين الجامعات والوزارات في ما يتعلق بمتطلبات سوق العمل. من جانيه، أوضح المدير العام للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) ناصر النشمي أن توفير فرص العمل من أهم المحاور التي تعتمد عليها الخطة الإستراتيجية لهيئة السياحة اذ اهتمت بتركيز جهودها على دعم الشباب ليكونوا مستثمرين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وليس فقط موظفين، وأضاف أن الأنظمة والقرارات التي أصدرتها الهيئة في مجالات التمويل ودعم الاستثمارات في قطاعي السياحة والضيافة، أثمرت عن توفير عدد كبيرمن فرص العمل في القطاع الخاص، وتبلغ تقديرات الفرص الوظيفية في مشاريع الرؤية ذات العلاقة بالسياحة (509000) فرصة. وتابع مدير تكامل انه لمس إصرار بعض الخريجين والخريجات على التوجه للعمل في القطاعات الحكومية منصرفين عن القطاع الخاص ولذلك أطلقت الهيئة حملات توعوية للتعريف بفرص العمل في منشآت السياحة بالقطاع الخاص. وقال إن التعاون بين الهيئة ووزارة العمل اثمر عن نتائج مميزة أدى إلى أن تصل نسبة السعودة في القطاع العام 2018 إلى 32.2% ليصبح قطاع السياحة أحد أهم القطاعات في نسبة السعودة، ما يؤكد التأثير الكبير الذي يتصف به قطاع السياحة على جميع جوانب الاقتصاد فتأثير الإنفاق على الخدمات السياحية لا يقتصر على القطاعات السياحية ذات العلاقة المباشرة بالنشاط السياحي مثل وكالات السفر والسياحة، والمنافذ الجوية والبرية والبحرية، والفنادق والوحدات السكنية، والمطاعم، واستراحات الطرق؛ بل يمتد ليشمل عددا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية التي يحفزها النشاط السياحي.