أحال تعقيب الكاتب علي سعد الموسى على المحاضرة التي قدمها عبدالله الطاير في نادي أبها الأدبي إلى مناظرة بين أكاديميين أحدهما يتحدث بالأرقام عن القوة الصلبة في الشرق والآخر يتحدث بعاطفة عن القوة الناعمة في الغرب. وكانت المحاضرة التي قدمها الدكتور عبدالله الطاير بعنوان «القوى الناعمة بين الاستعلاء الغربي والتواضع الشرقي» وأدارها الدكتور علي سعد الموسى قد بدأت باعتراف الطاير بأنه معجب بالثقافة الغربية ولكن لديه مقاومة تجاه هذا الإعجاب ربما لأنه ابن قرية، وأضاف أن تنظيم القوة بدأ بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية وأنّ التسلح كانت نتيجة حتمية لتقوية حائط الردع، كما أنّ العَلَم الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية كان سيد الموقف وأنّ أمريكا في السلاح تحتل المرتبة الأولى في القوة الصلبة كما أن روسيا تأتي في المرتبة الثانية وتحتل الصين المرتبة الثالثة كما أنّ هناك تقارباً في الجانب الاقتصادي بين الصينوأمريكا وأكد بالأرقام أنّ الصين تعدّ أكبر دائن لأمريكا إلاّ أنه لا يوجد سوق في العالم يستطيع استيعاب الأموال الصينية غير السوق الأمريكية. وأضاف الطاير أنّ الصين استطاعت أن تحقق الاستقرار منذ استقلالها لأنها لم تخض حربا، وأنها تهتم بالغايات وليس بالوسائل، بينما دول الغرب تفكر بالوسائل قبل الغايات. كما أن الصين لم تضع كل بيضها في المعسكر الليبرالي فقد ركزوا على الإصلاح الاقتصادي وقيدوا الجوانب الأخرى الاجتماعية والثقافية. وأضاف الطاير أن الصين تختلف عن الغرب في العناية بالقوة الناعمة إذ لا يوجد لديها برامج للاستقدام الطلابي من الخارج وإن كانت قد بدأته مؤخراً ولكنه مازال في بدايته. وأكد الطاير في ورقته العلمية التي قدمها على أنّ المنظرين الغربيين للقوة الناعمة يعتبرون أنّ الثقافة والتفاعل والمشاركة والسياسة الخارجية والمطبخ والتعليم إذا كانت في دولة ليبرالية ديمقراطية فإنها قوة ناعمة ولكن إذا كانت في دولة سلطوية واستبدادية ديكتاتورية فإنها قوة حادة وأضاف الطاير بالأرقام على أنّ استطلاعات الرأي الأخيرة قد وضعت أمريكا رقم 4 في القوة الناعمة كما أن اليابان تصاعدت في السنوات الأخيرة ضمن أفضل خمس دول في القوة الناعمة، وذكر أن هناك من يرى في أنّ تعاظم القوة قد يؤدي إلى انفجارها وأنّ الخوف من الصين ومن آسيا قد يؤدي إلى كارثة. وختم الطاير ورقته بالتأكيد على أنّ هناك حرباً باردة ما بين الصينوأمريكا وأنّ الإحصائيات الأخيرة أثبتت أن بريطانيا تحتل المرتبة الأولى في القوة الناعمة على مستوى العالم ثم فرنسا و ألمانيا، وأمريكاواليابان. وفي التعقيب على ما قدمه الطاير استأثر مدير الجلسة الكاتب علي الموسى بالوقت الذي امتد على غير العادة إلى وقت متأخر بقوله إنه يختلف بشكل جذري مع المبشرين بسقوط المنظومة الغربية وصعود المنظومة الشرقية ولو عاش بعد اليوم مئة عام. وأضاف الموسى أنه مؤمن بأنّ الغلبة في النهاية للثقافة الغربية وأن الثقافة الشرقية بها عشرات لمكامن الخلل التي لا يمكن لها أن تكون البديل لقيادة العالم في القرنين القادمين وأكد على أن المحاضرة لو كانت له لفند كل المقولات التي أوردها الطاير بشجاعة