توقفت طويلا أمام ما كتبته الزميلة الدكتورة منى العتيبي في «عكاظ» بعنوان «من يحمينا من رقم وزارة العدل (4566)»، حول إحصائيات عقود النكاح والطلاق خلال شهر شعبان (1440ه) إذ وصلت إلى (4566)، وذكرت الكاتبة في مقالها أن الهدف من الزواج تكوين أسرة وليس الانفصال وأن تماسك الأسرة تماسك للمجتمع وانهيارها انهيار للمجتمع بأكمله، وتطلب الكاتبة أن تكون هناك حلول عاجلة حتى لا يتكرر الرقم (4566) في عدد حالات الطلاق. أقول إن الأسرة هي حجر الزاوية بالنسبة لأفرادها؛ ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً، ينشأون ويرضعون المبادئ من التربية الإسلامية الصحيحة في التنشئة الاجتماعية خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة ثم المتأخرة ثم مرحلة المدرسة في التعليم العام، وقد تمتد هذه المرحلة في التعليم حتى المرحلة الجامعية وكل هذه المراحل في التربية والتنشئة التي يمر بها الشاب والشابة تكوين شخصيتها وعلاقتها الشخصية وعاداتها وتقاليدها الإسلامية الصحيحة وتحمل المسؤولية في منزل الأسرة من أعباء الأسرة والمنزل كل في ما يخصه، وعدم الاتكالية على الوالدين أو على الخادمة في شؤون إدارة المنزل أو السائق في قضاء حاجات الأسرة المعيشية أو الكماليات، مما ينعكس على البيت والولد في عدم تحمل أعباء الحياة الزوجية مستقبلاً والاستهانة بها، فعندما يرتبط الشاب أو الشابة بالزواج وتمر مرحلة من وقت هذا الزواج يبدأ التململ والنفور من بعضهما بعضا كل يلوم الآخر في عدم تحمل المسؤولية الزوجة تلوم الزوج في عدم القيام بمسؤوليته وقضاء وقت أكثر مع زملائه في الاستراحات مما يتسبب في الإهمال لأسرته وتراكم المشكلات والمشاحنات بينهما، والزوج يلوم الزوجة بعدم القيام بواجبها تجاه منزلها وشؤون الزوج والأطفال إذا كان هناك أطفال، كل يغني على ليلاه وتتراكم المشاكل الزوجية وكل واحد يعتقد أنه على حق ولا يتركان أحد أفراد الأسرة بالتدخل بإصلاح ذات البين ويطول الوقت وينتهي الأمر إلى تصدع الأسرة ومن ثم الطلاق.