واجهت الشرطة السودانية العصيان المدني الذي انطلق أمس(الأحد) بإطلاق الغاز المسيل للدموع في الخرطوم على متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرق، في اليوم الأول من حملة «العصيان» التي دعا إليها قادة الاحتجاجات على المجلس العسكري. واعتبرت مصادر المجلس الحاكم دعوة العصيان لم تلق تجاوباً كبيراً في المؤسسات العامة والوزارات والقطاعات الحيوية في الدولة، فضلاً عن أغلب مؤسسات القطاع الخاص المصرفية والخدمية. ولفتت المصادر إلى أن وضع المتاريس داخل الأحياء السكنية منع الآلاف بالفعل من الوصول إلى أعمالهم. وأفادت لجنة الأطباء المركزية بسقوط قتيل في أم درمان برصاص قوات الأمن. فيما نقلت وكالة (الأسوشيتد برس) أن محلات في مناطق سودانية مختلفة أغلقت، والشوارع أصبحت شبه خالية في أول أيام العصيان المدني الذي دعت له قوى إعلان الحرية والتغيير. وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير، إسماعيل تاج، إن العصيان المدني بدأ أمس وسيتم بكل سلمية، مؤكداً أنه سيستمر لحين تلبية المطالب.وكان تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات ضد حكم البشير، دعا إلى «العصيان المدني» اعتبارا من أمس، مشترطاً تسليم السلطة إلى المدنيين مقابل رفع العصيان، وهو المطلب الرئيس للحركة الاحتجاجية بعد إنهاء عهد حكم البشير في 11 أبريل الماضي. وجاءت الدعوة إلى العصيان المدني بعد جهود وساطة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للخرطوم بعد 5 أيام من فض قوات الأمن للاعتصام أمام مقر قيادة الجيش. من جهته، دعا البابا فرنسيس أمس إلى السلام في السودان بعد اقتحام قوات الأمن مخيم اعتصام لمحتجين مطالبين بالديمقراطية في الخرطوم الأسبوع الماضي. وقال البابا في عظته الأسبوعية أمام الحشود في ساحة القديس بطرس «تثير الأنباء الواردة من السودان الألم والمخاوف. نصلي من أجل هؤلاء الناس حتى ينحسر العنف ويتم السعي للصالح العام عبر الحوار».