أحدث العرض الأمريكي المحادثات مع إيران مزيدا من الانقسام داخل صفوف نظام الملالي حول طريقة المفاوضات مع واشنطن، إذ يعتبر المتشددون أنها «تنازل» يؤدي إلى إضعاف النظام، فيما تراها حكومة روحاني وحلفاؤها فرصة للحيلولة دون سقوط النظام. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس (الأحد) قد رهن النقاش مع طهران بأن تتصرف كدولة عادية، وقال إن واشنطن مستعدة للحوار مع طهران «دون شروط مسبقة»، عندما تتصرف كدولة عادية. وعزا بومبيو سبب مشاكل إيران إلى 40 عاماً من نظام الحكم لا العقوبات. وشدد على أن الجهود الأمريكية لإنهاء الأنشطة الخبيثة لطهران (هذه القوة الثورية) ستتواصل. وكان رئيس النظام الإيراني حسن روحاني، قال (السبت) إن بلاده قد تجري محادثات إذا أظهرت الولاياتالمتحدة الاحترام واتبعت المعايير الدولية، لكنها لن تدخل في مفاوضات تحت الضغط. ونقلت وكالة «فارس» عن روحاني قوله: «نحن نؤيد المنطق والمحادثات إذا جلس الطرف الآخر باحترام على طاولة المفاوضات واتبع القواعد الدولية لا أن يصدر أمراً بالتفاوض». فيما صعد أحد كبار مساعدي المرشد الإيراني يحيى صفوي من لهجة التهديدات أمس، وهدد بأن السفن العسكرية الأمريكية في الخليج تقع في مرمى صواريخ طهران، محذراً من أن أي اشتباك بين البلدين سيرفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل. ونقلت وكالة أنباء فارس عن صفوي قوله إن «أول رصاصة ستطلق في الخليج سترفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار. وسيكون هذا فوق طاقة أوروبا وأمريكا وحلفائها كاليابان وكوريا الجنوبية». بدورها، ذكرت صحيفة «ماينيشي شيمبون» اليابانية أمس، أن رئيس الوزراء شينزو آبي، سيلتقي المرشد الإيراني علي خامنئي على أمل القيام بوساطة بين واشنطنوطهران. ومع تصاعد التوتر في العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة حليفة اليابان، أفادت معلومات بأن آبي اقترح القيام بوساطة ويفكر في القيام بزيارة دولة إلى طهران. وقالت الصحيفة إن اللقاء المحتمل بين آبي وخامنئي سيكون الأول من نوعه بين رئيس وزراء ياباني والمرشد الأعلى لإيران. يذكر أن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول أمريكي بارز بهذا الوضوح استعداد واشنطن لبدء حوار بلا شروط مسبقة مع طهران. وكان بومبيو حدد قبل عام 12 شرطا قاسيا لإبرام «اتفاق جديد» بين واشنطنوطهران تتعلق خصوصا بقيود على البرنامج النووي وكبح الأنشطة الإقليمية لإيران، مشيرا إلى أنه يتعين على سلطات طهران أن تتصرف أولا ك«بلد عادي».