دعا حزب الأمة القومي المجلس العسكري الانتقالي في السودان أمس (الثلاثاء)، إلى الشروع فورا في تفكيك مليشيات النظام السابق، واعتقال قادة كتائبها، وذلك على خلفية الأحداث الدامية التي شهدها محيط ساحة الاعتصام وسقط خلالها ضابط في الجيش و5 مدنيين. وطالب زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، قيادة الجيش السوداني بفتح التحقيق في حيثيات الاعتداءات المسلحة، التي حدثت ليل الإثنين - الثلاثاء، في ميدان الاعتصام والمناطق المجاورة له، مشدداً في بيان له على ضرورة تحمل القوات المسلحة مسؤوليتها في حماية المعتصمين من «عبث فلول نظام عمر البشير». وحث على استمرار المفاوضات مع المجلس العسكري وحسمها بأسرع وقت ممكن، للحيلولة دون نشوء أي فراغ قد «تنفذ منه قوى الردة وكتائب الظلام»، وفي وقت متأخر من مساء الإثنين، شهد ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش إطلاق نار مكثف، خلف مقتل ضابط سوداني و5 متظاهرين على الأقل وعشرات الجرحى. فيما، أعلنت قوات الدعم السريع أن ما جرى من أحداث في ساحة الاعتصام تقف خلفه جهات و«مجموعات تتربص بالثورة» بعد أن أزعجتها النتائج التي توصل إليها الإثنين «المجلس العسكري» و«قوى الحرية والتغيير»، وجاء إطلاق النار بعيد إعلان قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري التوصل إلى اتفاق على تشكيل «مجلس سيادي». وفي السياق ذاته، أكدت قوى الحرية والتغيير مواصلتها الحوار مع المجلس العسكري الانتقالي أمس بشأن المرحلة الانتقالية، موضحة أنها طالبت الجيش بتوضيحات عما حصل أمس الأول من إطلاق للنار. ومن جهته، دعا السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق المجلس العسكري إلى التحقيق في أحداث العنف التي وقعت ليلة أمس الأول في الخرطوم بالقرب من مكان اعتصام الثوار الرئيسي أمام مقر قيادة القوات المسلحة. وقال عرفان في تصريح نشرته الخارجية البريطانية أمس: «هالني ما شهدت من قتل وإصابات في شوارع الخرطوم ليل أمس، الثورة بُنيت على أسس الدعوة للسلام ولا مكان للعنف في السودان»، مؤكداً أن الأحداث الأخيرة تبين بوضوح مدى أهمية الاتفاق عاجلا على عملية انتقالية بقيادة مدنية في السودان.