فيما يبدو أن الحوارات بين المعارضة السودانية والمجلس العسكري حول تشكيل «المجلس السيادي المشترك» والمرحلة الانتقالية، إلى طريق مسدود، عادت مجددا الدعوات إلى مظاهرات حاشدة ومليونيات جديدة للضغط على المجلس الانتقالي لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية. وتبادل الطرفان الاتهامات بالنكوص بما تم الاتفاق عليه خلال جولات التفاوض ال3. وقد عبر مراقبون سودانيون عن مخاوفهم من أن يكون هذا التصعيد بداية لنذر مواجهة أو صدام بين قوى الحرية والتغيير والمجلس الحاكم، محذرين من أن الوضع في السودان بات مفتوحا على كل السيناريوهات. ولعل هذه المخاوف دفعت بريطانيا إلى التحذير أيضا من أن «الثورة السودانية في خطر». وأكد رئيس أركان الجيش السوداني الفريق هاشم عبدالمطلب، أمس (الأربعاء)، أن الجيش لن يطلق أي رصاصة في وجه الشعب. ونقل «سكاي نيوز عربية» عن الفريق هاشم قوله: إن القوات المسلحة ستقف مع الشعب إلى أن يحقق أهداف ثورته، ولكن بعيدا عن التخريب والانفلات الأمني. وفيما يتواصل الاعتصام، اتهم تجمع المهنيين المجلس العسكري بمحاولة فض الاعتصام. وقال إن الجيش أزال الحواجز التي أقامها المتظاهرون، مطالبا المواطنين بالخروج للشوارع، وتسيير المواكب والتوجه إلى ساحة الاعتصام. ورفض التجمع أمس استئناف الدراسة في الجامعات، في وقت من المقرر أن تقدم قوى «الحرية والتغيير» رؤيتها للمجلس العسكري بشأن المرحلة الانتقالية. وقال إن القرار الذي أصدرته وزارة التعليم العالي جاء بناء على طلب من المجلس العسكري، لافتا إلى أن وظيفة الجيش هي بسط الأمن الداخلي والخارجي. وأكد التجمع أنه لا استمرارية في السلم التعليمي من دون حل جهاز الأمن، وحل جميع الاتحادات، ومحاكمة كل من ثبت تورطه مع النظام السابق. من جهتها، دعت بريطانيا المجلس العسكري والأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى التحلي بالمرونة والوصول لاتفاق سياسي. وحذَّر السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق من تدمير كل ما حققته الثورة السودانية بسبب عدم الاستقرار الذي يسيطر على المشهد. وعبر عن موقف بريطانيا بضرورة اغتنام الفرصة للتغيير وبناء دولة شاملة بعد 30 عاماً من الحكم الفاشل، واصفا مقر الاعتصام بأنه «دولة داخل الدولة». وأضاف قائلاً: «لكن كل هذا في خطر، لأن عدم الاستقرار السياسي الذي يحوم حالياً على المشهد يهدد بتدمير كل ما تم تحقيقه حتى الآن».